نعرف أننا في أزمة … فهل تعرف أنت..؟!

ثورة أون لاين – ديب علي حسن:
من محاسن الأزمات سواء كانت كبيرة أم صغيرة أنها تعري وتفضح، تنقي، تكشف، فلا شيء يستر عري الذين يتساقطون أو يسقطون أو انتهت أدوارهم التي مارسوها بزيف لسنوات وسنوات…

لكن الأزمات كما تصقل وتعري تفرز معها أيضاً طبقات من الوصوليين والانتهازيين والطفيليين وسماسرة البيع والشراء.‏

عامان من الألم والمعاناة والصبر مازادتنا إلا إيماناً بالوطن ورسالته، وخلوده وحضوره، أينما كنت وأينما سرت فسوف تر عيناك ما يؤلم ما يحزن، لكنها ترى أيضاً ما هو أصيل وراق وحضاري.‏

اختلطت الأوراق كثيراً تداخلت وتشابكت حتى كدنا لا نعرف أين نبدأ وأين ننتهي…‏

في الأصالة والعطاء لو تحدثنا شهوراً لن نفي الكثيرين حقهم بدءاً من الجندي والمقاتل الذي تراه في أشد المواقف قسوة وصعوبة يبتسم يمد يد العون بكلمات لا تعرف اللف أو الدوران يقول لك نحن نخاف عليكم هنا لسلامتكم وإلى الصيدلي والفران والعامل، والسائق، والمدرس والطالب وإلى أروع الأمهات اللواتي يزغردن حين يتعطر تراب الوطن بدماء الشهداء… وإلى ما في القائمة من أبناء الوطن الذين يعرفون أننا في أزمة ولأنهم يعرفون زاد رقيهم وتضاعفت إنسانيتهم وتخلوا عن ذواتهم، الإيثار شعارهم، هؤلاء يعرفون أن أبناء الوطن جسد واحد، بناء واحد، أنهم بستان فيه من كل الثمار والأزاهير وكلها في النهاية تشكل لوحة الجمال الأسمى والأنقى والأرق وهي لوحة تباركها السماء بأروع الثمار وأشهاها وأنقاها، هؤلاء الذين يعرفون حق المعرفة، والمعرفة قوة وعطاء وتمثل في السلوك لما تعرفه.‏

أما الذين يطالعونك بكل صفاقة بجملة يرددونها كالببغاءات: نحن في أزمة.. نعم نحن في أزمة، أعرف أنا ذلك ولكنك أنت جزء من الأزمة وأحد تجلياتها وإفرازاتها وربما غداً أراك تمتطي صهوة البيع والشراء في لحظة الانتصار…‏

بائع الخضار الذي يقول لك: ارتفع «الدورر» لا يعرف كيف يلفظ «الدولار»، ويقرش عليه، ويلطشك، لو كنت أخاه بالسعر يبيعك وطنيات، ويتمتم: الله يفرج على الناس من ثم اللهم فرج، ولكن لماذا لا تبدأ من نفسك..؟!‏

محتكرو المازوت في صهاريجهم الثابتة في بعض المناطق الريفية يقولون لك: يا أخي ما فيه.. يحاسبوننا على كل ليتر.. لكنك في منتصف الليل تراهم يهربونه للسيارات الشاحنة.‏

صبية أمام أهلهم يبيعون الخبز بأسعار مضاعفة والأب بعيد يراقب ابنه.‏

سائقو «السرافيس» يلطشونك بمئة ليرة لأقرب مسافة والحجة «مافيه مازوت» وكل هؤلاء مع الجملة السحرية: البلد في أزمة، اللهم فرج، القائمة طويلة، طويلة على الصعيد المجتمعي وفي حياتنا وتفاعلنا اليومي مع حاجاتنا الاستهلاكية.‏

الذين يريدون أن يأكلوا لحم أخوتهم أحياء كثيرون، كثيرون، وهم القبح بذاته، نعذر بعضهم لأنه بالجملة السحرية وبدعائه الكاذب يريد أن يغير أحواله المادية لا يهمه أبداً ما يحدث فقط ربح وربح واستغلال.‏

أعذر قسماً من هؤلاء الذين يمثلون حالة حثالة ليست طارئة ولكنهم هم طارئون على الحثالة.‏

ولكن ماذا عن الذين أو بعض الذين هم في مواقع المسؤولية يفاجئونك بكل صلف وغرور وعنجهية: نحن في أزمة، ليس وقته الآن… نتدبر الأمر فيما بعد… نعم لأننا في أزمة، ونعرف ذلك علينا أن نكون أكثر قدرة على العمل والحراك والتفاعل، واجبنا الوطني أن نرمم ثغراتنا لا أن نزيدها لأنك في أزمة من حق الوطن الذي اختارك أن تكون حيث أنت – من حقه عليك وعلينا أن نضاعف جهودنا، وأن نحسن الاختيار وأن نفعل طاقاتنا الكامنة، أن نبحث عن الأصيل والحقيقي…‏

لم يخترك الوطن لتأتي بالأحباب والأصحاب والأصدقاء وتوزعهم هنا وهناك تسلمهم مقدرات مؤسسسات ثقافية وفكرية أو اجتماعية أو اقتصادية وهم غير آبهين بها بل ليسوا في وارد التفرغ لها..‏

لأنك تعرف أن الوطن في أزمة علينا وعليك أن نقبل جرعة النقد إن كانت فاعلة وحقيقية، علينا أن نشير إلى أننا أخطأنا هنا وهناك، وليس عيباً أن نخطئ فمن لا يعمل لا يخطئ ولكن العيب كل العيب، أن نتاجر بمواقف لا معنى لها وتحقق شعار الوطن في أزمة.‏

أيها المتاجرون بالوطن، بأزماته، من بائع الخضرة إلى أعلى منصب إداري أينما كان، لسنا في غفلة من أمرنا أبداً، نراقب، نتابع ذاكرتنا لم (تزهمر) أبداً، وإذا أصابها الزهايمر عند المئات منا فإن الملايين سوف تتذكر… الوطنية أمانة وعمل وعطاء وحين يكرمنا الوطن بإعانات نؤديها أينما كنا فلأننا أبناؤه لأننا في زعمه مخلصون.. كم هو مؤلم أن تعرف أيها المسؤول أنك حتى أخمص قدميك مخطئ وتبرر الخطأ بأن الوطن في أزمة؟!‏

مللنا تستر الكثيرين وراء الشعارات الجوفاء.. في الثقافة والعلم والاقتصاد والمجتمع في كل مفاصل بنيتنا الإدارية، هؤلاء موجودون بعضهم لم يرتق إلى نصف سلم الموقع الذي اؤتمن عليه وبعضهم الآخر لم يكن يحلم أن يكون بواباً على المكان لكنه الوطن الذي أعطاهم وهم الذين يبيعون ويبقى البيع والشراء ثمة مقولة: الوطن غفور… لكن ذلك كان أيام زمان من لم يستقم الآن فلن يستقيم غداً الوطن المعمد بدماء آلاف الشهداء سوف يحاسب، وحساب الوطن ليس كأي حساب يكفي أن يقول الوطن لأي منهم إنك خنت الأمانة أليس ذلك ختماً أبدياً ولأن الوطن في أزمة ونعرف ذلك عليك أن تعرف ولنكن معاً لوطن هو بستان الدنيا وليس بستاناً للعابرين.‏

d.hasan09@gmail.com‏

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة