ساعة الحسم.. ومشتقاتها!!

 دقت ساعة الحسم السياسي في إدلب أو تكاد، ولن تكون بعيدة عنها نظيرتها الميدانية، لتحسم بدورها الجدل الدائر وسط متاهة من الاحتمالات التي يحاول من خلالها النظام التركي إعادة صياغة المشهد، بحيث يبعد – ما استطاع إلى ذلك سبيلا – شبح الإقرار العملي بأن اللعبة شارفت على نهايتها، وهناك من يجزم بأنها انتهت منذ اللحظة التي وقعت فيها لأول مرة اتفاقاً مكتوباً وغير مسبوق مع روسيا على تفاهمات سوتشي وتسليم الأسلحة الثقيلة من التنظيمات الإرهابية، التي طالما كانت الورقة التركية القابلة للاستخدام المزدوج والمتكرر في الموقع ذاته وبالطريقة نفسها.
ورغم الحيثيات التي لا تزال تثير الكثير من التأويلات المتضاربة بالتوازي مع التخمينات والتفسيرات الأكثر تناقضاً، فإن جولة إضافية من التكهنات بدأت رحلة تسويقها على وقع ما يثار من متاعب بدت حمّالة أوجه، ولا يتردد النظام التركي في إعادة النفخ بقربتها المثقوبة على أمل أن المتغيرات يمكن توظيفها لترحيل التعهدات والالتزامات، خصوصاً تلك التي تطرق باب المقاربات الإقليمية على وقع المشكلات الناشئة والخلافات البينية بين أطراف منظومة العدوان، والحديث عن صفقات أميركية تركية لتسوية بعض المشاهد الإقليمية بعيداً عن أعين الحسابات والمعادلات التي تمليها العلاقة المتوترة، تمهيداً لوضعها جانباً.
الصيغ المتداولة قبيل ساعات قليلة من لحظة الحسم وشقيقاتها من المصطلحات أو مشتقاتها ومستنسخاتها التي تمثلها وربما كانت صورة طبق الأصل عنها، لا يمكن الركون لتلك الصيغ لتحديد الاتجاهات التي رست عليها الخيارات العملية، فالسياسة حين تعلن عجزها لا بد من سد الفراغ بتعبئة ميدانية تكون أقدر على التعاطي مع كل الفرضيات، وهذا ما تذهب إليه معظم التحليلات التي تقيّم ما تم إنجازه حتى اللحظة، فعملية سحب الأسلحة الثقيلة ليس هناك من دليل لها على الأرض، وكل ما يقال مجرد كلام ليس له ما يماثله أو يجسده، بدليل أن التنظيمات الإرهابية التي أعلنت عن تسليم تلك الأسلحة لا تزال تصول وتجول وتمارس دورها في الترهيب المنظم أمام أعين حكومة أردوغان وبمشاركة فاعلة ووازنة من أدواتها ومرتزقتها.
الأدهى أن التركي الذي يذهب باتجاه تمييع المواقيت المحددة والتواريخ المنصوص عليها، لا يتردد في العزف على وتر المهل، تارة من خلال طلب تمديد الأمر لأسبوعين، وتارة أخرى عبر إشاعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وسط تعتيم إعلامي غربي يشمل معها أطراف منظومة العدوان وأذرعها الإقليمية التي يغيب عنها حديث التواريخ والمواقيت، وتغيب معها إدلب عن الأجندات الغربية، رغم ما يجري في الكواليس من تحضيرات لإعادة إطلاق مسرحية الكيماوي مع تغيير في الشخوص والمنفذين، وربما الأدوات حين يحين الحين..!!
يفترض أن تكون الليلة آخر الساعات الفاصلة بين التسريبات المتضاربة التي تقوم على الادعاءات، وبين الحقيقة التي ترسم منحنيات الاختبار الذي حانت ساعته، وربما تحمل الامتحان الأصعب الذي سينسحب على كل ما مضى من موبقات النظام التركي ، وما قد يلحق من تفاصيل قادمة، في وقت كانت الدبلوماسية الروسية تجزم بالتوقيت المحدد الذي ينتظر الفصل الأخير لتبيان الحد الفاصل بين الخيط الأبيض والأسود، وهو حد يستلزم ويستدعي استنفاراً يحاكي الخيارات المتاحة، بما فيها الميدانية التي لا تزال الأصبع على زنادها، بانتظار ما تؤول إليه حسابات السياسة وأروقتها.. المعلنة منها والخفية..!!.

a.ka667@yahoo.com

 

 بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
التاريخ: الأحد 14-10-2018
الرقم: 16810

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة