الجيش يقتحم المزيد من الجروف الصخرية ويحرر مساحات جديدة في تلول الصفا مهلة «سوتشي» تنتهي اليوم.. عملية سحب الإرهابيين تراوح مكانها.. وإدلب تنتظر الحسم

اليوم تنتهي مهلة المرحلة الثانية التي حددها اتفاق سوتشي لجهة انسحاب التنظيمات الإرهابية من المنطقة المتفق عليها، ولكن من دون إحراز أي شيء على الأرض، تماماً كما انتهت مهلة المرحلة الأولى بحديث استعراضي لضامن الإرهابيين رجب أردوغان، ادعى فيه سحب عدد من القطع العسكرية التي تملكها المجموعات الإرهابية قدرت بالمئات،

 

فيما الحقيقة تؤكد وجود آلاف القطع العسكرية بحوزة الإرهابيين، وبحسب التقارير الإعلامية فإن الإرهابيين عمدوا إلى إخفاء تلك الأسلحة، وطمرها تحت الأرض، لحين معاودة استخدامها لاحقاً، عندما تحين الفرصة.
واليوم سيكون نظام أردوغان أمام اختبار جديد، وقد سقط فيه مسبقاً، حيث لم يتم سحب التنظيمات الإرهابية من المنطقة المتفق عليها بعد، وسط تأكيد عدد من متزعمي الإرهاب رفضهم الانسحاب، إضافة إلى الخلافات العاصفة بين التنظيمات الإرهابية، وقد أعلن تنظيم هيئة أحرار الشام الإرهابي قبل ساعات من انتهاء المهلة، تمسكه بالسلاح وعم التخلي عنه، ودعا متزعم التنظيم الإرهابي أبو مالك التلي، إلى رفض تنفيذ بنود الاتفاق، وإلى فتح الجبهات ضد الجيش العربي السوري في إدلب، كما عارض عملية سحب السلاح الثقيل من المنطقة المنطقة المتفق عليها.
وتلك المعطيات على الأرض تؤكد عجز أردوغان عن تنفيذ تعهداته، أو بالأصح تشير إلى المراوغة والمماطلة، لمحاولة الحفاظ على مرتزقته، عبر محاولة تحميل المسؤولية للتنظيمات الإرهابية الرافضة للاتفاق، والحديث عن سحب بضع دبابات وعربات، وخروج ألف مقاتل من المنطقة المتفق غير كاف لأن العدد المطلوب هو عشرات الآلاف من الإرهابيين، ما يؤكد أن نظام أردوغان ينفذ جانباً دعائياً فقط من الاتفاق، وخاصة أن المجموعات الإرهابية استهدفت قبل يوم منطقتين في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي بقذائف الهاون، في دليل واضح على نيتها عدم الالتزام بالاتفاق.
وبما أن الدولة السورية تعمل ضمن الاتفاق الذي حصل بين الأصدقاء الروس والنظام التركي في سوتشي، وهناك مهلة محددة لهذا الاتفاق تنتهي مرحلته الثانية اليوم، فإن الوقت ليس امتيازاً لدى الدولة السورية، ولديها قرار استراتيجي بتحرير كامل التراب السوري بالقوة أو بالتفاوض، لذلك من حق الجيش العربي السوري حسم المعركة، وهو في أتم الاستعداد لذلك.
الى ذلك تابعت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة اقتحام المزيد من الجروف الصخرية المحيطة بتلول الصفا في عمق بادية السويداء الشرقية وسيطرت على مساحات ونقاط جديدة ضمنها مضيقة الخناق على إرهابيي داعش المتحصنين فيها.
وذكر مراسل سانا الحربي في السويداء أن وحدات الجيش مدعومة بالقوات الرديفة خاضت خلال تقدمها على اتجاه قبر الشيخ حسين على الجانب الغربي من تلول الصفا اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش المتحصنين بين الصخور، مستغلين تكويناتها البازلتية المعقدة الممتلئة بالمغاور والكهوف والتشققات للاختباء والقنص وأردت أعداداً منهم قتلى ومصابين بينهم قناصون وسط حالات من الانهيارات والفرار في صفوفهم نحو عمق المنطقة.
وذكر المراسل أن عمليات التقدم على الأرض رافقتها رمايات مدفعية وجوية مركزة على محاور تحركات وتمركز الإرهابيين في عمق المنطقة أسفرت عن القضاء على أعداد منهم وتدمير دشم وأوكار لهم وأسلحة وذخائر بحوزتهم.
وبين المراسل أن عمليات الجيش المتواصلة في المنطقة وتطهيره مساحات واسعة ضمن الجروف الصخرية شديدة الوعورة أسهمت في تشديد الطوق على الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم بشكل أكبر بعد قطع طرق إمدادهم وإفشال محاولات تسللهم لكسر الطوق والفرار من المنطقة.
وعززت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة انتشارها في عمق الجروف الصخرية على تخوم تلول الصفا في عمق بادية السويداء الشرقية مع قصفها محاور تحرك وتمركز إرهابيي التنظيم التكفيري بين الصخور التي يتخذونها مخابئ وتحصينات طبيعية للتواري والقنص عبر رمايات مدفعية وجوية مركزة أسفرت عن تدمير نقاط تحصين وأوكار وأسلحة وذخائر لهم مع القضاء على أعداد منهم.
من جهة أخرى واصلت الجهات المختصة عمليات تسوية أوضاع المسلحين في قريتي بريقة وبئر عجم في ريف القنيطرة الغربي التي خضعت لاتفاق قضى بتسوية أوضاع من اختار البقاء من المسلحين ومغادرة من رفض التسوية إلى إدلب استكمالاً لعودة الحياة إلى طبيعتها ضمن هذه القرى والبلدات.
وذكر مراسل سانا أن الجهات المختصة قامت أمس بتسوية أوضاع عشرات المسلحين في قريتي بريقة وبئر عجم الذين سلموا أسلحتهم الخفيفة وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يعكر صفو الأمن العام وسلامة الوطن والمواطنين.
وبين المراسل أن الأسلحة التي تم تسليمها شملت بنادق آلية وكمية من الذخيرة المتنوعة.
وكانت المجموعات المسلحة سلمت خلال الفترة الماضية دفعات من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة إلى الجيش العربي السوري والجهات المختصة التي قامت أيضاً بتسوية أوضاع عدد من هؤلاء المسلحين ممن اختاروا البقاء ضمن مناطقهم وقراهم.
وتأتي عملية تسوية أوضاع المسلحين استكمالاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في شهر تموز الفائت والذي نص على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية من القنيطرة وريفها إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء في مناطقهم وعودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.

سانا – الثورة

 

التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811

 

 

 

آخر الأخبار
منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة "أتمتة" السجلات العقارية.. هل تحمي الملكيات وتمنع الاحتيال؟ متري إلى دمشق.. علاقاتٌ تعود إلى مسارها الطبيعي بعد طيّ صفحة الأسد المخلوع نساء سوريات يصفن الرعب الذي تعرضن له في سجون الأسد المخلوع "مرور حمص" يبرر منع وصول السرافيس إلى المدينة الجامعية كيف نضمن اختيار المنظومة الشمسية ونتجنّب غش الدخلاء؟ هل نجحت سوريا في اقتصاد السوق الحر؟ بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير