ذاك الذي
لم يبق شبر في الأرض
إلا وقاتل فيه
طارد العدو في كل مكانٍ
حتّى قضّ مَضجَعِهْ
حارب الردة
والكفر والفتاوى المشْرعَهْ
لم يبق في جسده موضع
إلّا وفيه آثار شظيّة
أو طلقة قناص حاولت أن تَصرَعه
وبعد سنين من الترحال والقتال
عاد لدياره مثقل الأحمال
يحمل ذكريات حصار أبداً لم يُفزِعهْ
عاد لمحبوبته.. وقف على بابها
وقلبه يرقص بين أضلُعِهِ
ويرتجف على الجرس إصبَعهْ
فتحت الباب فشاهدته
مغبر الملابس.. أشعث الشّعر
وفي المآقي تحجرت أدْمُعَهْ
وقفت ووقف الوقت متسمراً
وكلٌ يتأمل شوقاً لصاحبه أوجَعَه
لكن صوتاً أتى عبر سراديب البيت
شق صمت السكون
من هذا؟ ماذا يريد؟ ما الذي أرجَعَهْ؟
كان كلاماً كالصاعقة
نزل في مَسمَعهْ
ورأى بإصبعها خاتماً
أخافه لمعانه.. ذاك الذي..
لم يخفه لمعان بنادق العدو ومَدفَعَهْ
لملم جراحه وشظايا روحه
وعاد لساحات القتال
امتطى صهوة الموت
.. ذاك الذي..
لم تقتله رصاصات الحرب
على يد من يحب لاقى مَصرَعَهْ
عمار ابراهيم