المهمة الأساسية في سورية إعادة الإعمار وعودة المهجّرين.. روسيا: إرهابيو «النصرة» رفضوا الخروج ويعدّون لاستفزازات بإدلب.. وتركيا ملزمة بتنفيذ اتفاق سوتشي
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المهمة الأساسية الآن في سورية تتمثل في عملية إعادة الإعمار وتكثيف العمل لعودة المهجرين إلى وطنهم.
وقال بوتين عقب مباحثاته مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في سوتشي أمس: اتفقنا على تكثيف التنسيق بين البلدين فيما يخص المسار السياسي للتسوية في سورية، لافتا إلى أن المهمة الآن هي إعادة الإعمار وتكثيف العمل لعودة المهجرين إلى بلدهم إضافة إلى تشكيل لجنة مناقشة الدستور.
وأشار بوتين إلى أنه أبلغ الرئيس المصري بمضمون اتفاق سوتشي حول إدلب، مبينا أنه تم الاتفاق على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالوضع في محافظة إدلب التي تتجمع فيها أعداد كبيرة من الإرهابيين وهناك خطر من انتشارهم إلى الدول المجاورة.
من جانبه لفت السيسي إلى أنه ناقش مع بوتين الأوضاع في سورية واتفقا على مواصلة التشاور حول تطورات الأوضاع فيها ودعم الحل السياسي للأزمة مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها.
في الأثناء أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن خطط واشنطن لفرض عقوبات على الدول المشاركة في إعادة إعمار سورية تعد عملا تخريبيا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ريابكوف قوله أمس: إن جوهر السياسة الأمريكية لا يزال هو نفسه ويتمثل في إعاقة عمل الحكومة الشرعية في سورية والدول التي تحارب فعلا لا قولا التهديد الإرهابي في سورية.
وأضاف: إن السياسة الأمريكية تهدف إلى إعاقة عمل الدول الضامنة وجهود آستنة وسوتشي، مشيرا إلى أن المسار الأمريكي الأحادي والمتناقض والتخريبي يتجلى في هذا الجانب أيضا.
وأوضح ريابكوف أن واشنطن تتجاهل الحاجة إلى ضرورة المشاركة في خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين والانتعاش الاقتصادي وإعادة إعمار البنية التحتية في سورية، مؤكدا أن جميع التصريحات حول اهتمام واشنطن «بمستقبل زاهر لسورية» ليست إلا تسويغات واهية.
وكانت قناة إن بي سي الأمريكية ذكرت نقلا عن مصادرها أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعكف على وضع استراتيجية جديدة للعمل في سورية تتضمن فرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية المشاركة في إعادة إعمارها.
من جهته أكد نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف أن موسكو ستتخذ إجراءات للرد في حال فرضت واشنطن عقوبات ضد الشركات الروسية المشاركة في إعادة إعمار سورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن جباروف قوله في تصريحات أمس: في حال حصلت مثل هذه الإجراءات فإن روسيا سترد بالتأكيد بشكل مماثل وإجراءات الرد ستكون مدروسة بشكل كامل وحتمية.
إلى ذلك أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» رفضوا الخروج من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس: إنه كان من المقرر وفقا لاتفاق سوتشي أن يتم بحلول الـ 15 من تشرين الأول الحالي انسحاب جميع الجماعات الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وأضافت: إن بعض المسلحين غادروا المنطقة منزوعة السلاح بعد سحب الأسلحة الثقيلة منها ولكن الإرهابيين من «هيئة تحرير الشام» وهي «جبهة النصرة» رفضوا اتخاذ هذه الخطوات وتمكنوا من جمع عدد آخر من المجموعات المنضوية تحت زعامة تنظيم القاعدة الإرهابي حولهم.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الإرهابيين أنشؤوا مركزا موحدا في ادلب بهدف مواصلة الاستفزازات معربة عن أملها بأن يقوم النظام التركي بتنفيذ الجزء الخاص به وفقا لاتفاق سوتشي وأن يضمن تنفيذ الاتفاق بالكامل.
من جهة ثانية أشارت زاخاروفا إلى أن واشنطن الموقعة على القوانين الدولية التي تحرم استخدام ذخائر الفسفور، لا يمكن أن تكون غير مدركة لعواقب استخدام مثل هذه الذخائر في سورية، وقالت: للموضوعية، يجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم توقع على البروتوكول الإضافي لاتفاقية جنيف لعام 1949 واتفاقية الأسلحة التقليدية الخاصة لعام 1980، التي أقرت قذائف الفوسفور كسلاح للدمار الشامل ويحظر استخدامها، لكن ذلك لا يعني أن الجيش الأمريكي غير مدرك للعواقب التي تجب مواجهتها والنتائج المترتبة على استخدام هذا النوع من الأسلحة في المناطق السكنية.
يشار إلى أن قوات «التحالف الأميركي»شنت غارة جوية على مدينة هجين في ريف محافظة دير الزور باستخدام الفوسفور الأبيض أسفرت عن وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 18-10-2018
رقم العدد : 16814