لا يمكن لأي متابع للمشهد السياسي والفكري والتطورات التي طرأت عليه منذ عقد من الزمن ونيف، لايمكن له أن ينكر ان ما تم ضخه والعمل عليه من قبل اجهزة التضليل، اقبية التآمر قد استطاع ان يجد من يمضي في ركبه ويعمل وفق خطته التي بنيت على تحويل الصراع ، وخلق عدو جديد، وتحويل الأنظار وصرفها عن قضية العرب الكبرى والأساسية، ألا وهي قضية فلسطين ، واستعادة الأرض المحتلة، نعم لم ولن ننكر أنهم احدثوا اختراقات في هذا المجال، وعملوا وفق خطط منهجية قادتهم إلى الكثير مما يريدونه، ولعل أول ما كانوا يريدونه تدمير المجتمعات العربية، وأخذها إلى أماكن أخرى، ولم يكن ما سمي الربيع العربي إلا خطوة في هذا المخطط الواسع والعريض، والغاية منه كانت العمل على تدمير خط المقاومة والممانعة ممثلاً بالقطر العربي السوري .
وقد تكشفت الغايات النهائية التي تصب في الوصول إلى لحظة إعلان ما سمي صفقة القرن، واليوم بعد مضي عقد ونيف من الزمن على المخطط المعلن، هل استطاع هؤلاء المتآمرون أن يصلوا إلى ما يريدون، بل ربما لو أن أحداً ما طرح السؤال قبل اربع سنوات من الآن لكان البعض أجابه نعم إنهم ماضون بقوة فيما خططوا له، ولكن الإجابة اليوم بكل تأكيد سوف تختلف نهائياً وكلياً، بفضل صمود الشعب السوري، وقدرته على المواجهة وتفكيك أدوات العدوان، والخروج من نفق أريد للأمة أن تدخله وتبقى به إلى نهاية المطاف .
الوعي الثقافي والفكري، والقدرة على التجاوز والفداء جعلت من كل ما خططوا له أمراً غير قابل التنفيذ، صحيح أنهم كما قلنا بعض الخطوات، لكنها لم تكن إلا خطوطاً في الرمال، المشهد الآن ليس زائفاً ولا عابراً، بل هو الحقيقة، وعي عربي ويقظة الجماهير التي خرجت تندد بكل من يدعم الإرهاب، ترفضه قولاً وعملاً، وتأبى أن تكون محطات لتبييض صفحات من أرهق الأمة وفككها، وشتت شملها، وعمل على قتل الآلاف، من المحيط إلى الخليج ثمة وعي يتكرس، لسنا منصات لمن لايعرف إلا السير في ركاب التطبيع، والعمل على ضمان اسرائيل، وهو بشهادة ترامب ضمانة للكيان الصهيوني، الواقع قد تبدل تماما، والوعي المستعاد لن يخطف مرة ثانية، فالميدان الحقيقي هو بمواجهة الكيان الصهيوني وأدواته العميلة ومن يمد لهم يد الدعم .
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 25-11-2018
الرقم: 16844