دائماً قبلنا السلام وحلمنا به.. ركن السلام الأساسي الذي لم ننوِ يوماً.. ولا لحظة.. التراجع عنه أو التخلي عن جزء منه هو وحدة وسيادة بلدنا وأرضنا وشعبنا.. وما عدا ذلك، هراء ومضيعة وقت..
قضية السلام هذه تقتضي بالضرورة إزالة كل عوامل الحرب ومسبباتها:
الإرهاب.. الاحتلال.. التدخلات الخارجية.. هل نطلب بذلك المستحيل..؟؟!!
أبداً.. بل نحن نتشارك مع كل المعنيين والمتدخلين بالشأن السوري ما يعلنونه من وقوفهم معه من دون تردد:
وحدة سورية وسيادتها.. محاربة الإرهاب.. انسحاب القوات الأجنبية المحتلة..
إذا كنا متفقين على ذلك ومقتنعين به ومخلصين له.. فإن طريقاً للسلام قائم وعريض.. ومنه نبدأ لرسم الخريطة الكلية النهائية لخلاص سورية. بموجب ذلك ومقتضاه.. استجبنا دائماً وسريعاً لكل مبادرة أو مشروع يتجه بشكل ما باتجاه أركان السلام المحددة.. ووافقنا رغم ما قد تثيره موافقتنا من تساؤلات حول إمكانية أن تقدم المشاريع التي تطرح ثم لا يتقيد بها أصحابها والمشاركين بها من احتمالات قد تكون مستهدفة كمثل الرغبة في إيقاف الأمور حيث هي.. أو وضع العربة أمام الحصان كما يثير طرح الضرورة الملحة المباشرة لتشكيل لجنة دستورية من إمكانية تجميد الوضع وتشتيت الجهود.
لن استبق اجتماع آستنة الموعود أواخر هذا الشهر.. ولا لقاءات دولية محددة الموعد أو محتملة.. لكن.. تبدو حالة تنفيذ اتفاق سوشي وإنشاء منطقة مؤقتة لوقف إطلاق النار تمهيداً لحل كامل وشامل في إدلب.. ليست متعثرة في التنفيذ وحسب.. بل هي تثير الكثير من الشكوك ولا سيما مع تكرار الاعتداءات الإرهابية المسلحة على القوات السورية من مواقع متعددة من منطقة نزع السلاح ووقف إطلاق النار المؤقت المشروط؟؟!!
ما لا ننساه ولن ننساه.. أنه عندما بدأت مباحثات قمة سوشي، كنا على أبواب التوجه إلى إدلب لإعادتها من قبضة الإرهاب وفتح بوابة أخرى إلى رحاب الوطن.. وتوقفت قواتنا لتفسح المجال لحلم السلام واحتمالاته ومبادراته.. وهذه ليس المرة الأولى.. لقد توقفت قواتنا أيضاً بعد تحرير أبو ضهور وكانت على مسافة محدودة من الطريق الدولي حماة – سراقب – حلب.. وها هي قد طالت وقفتها.
اليوم أمام التعثر الأكيد والواضح لاتفاق سوشي الأخير.. وما يمكن أن يظهره هذا التوقف من احتمالات سوء النيات… والاعتداءات المتكررة على قواتنا.. وواقع إدلب الذي يزداد تعقيداً ونداء واستغاثة المدينة الصابرة..
ربما يكون للسلام طريق آخر.. حماة الديار عليكم سلام..
نقش سياسي
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 21-11-2018
الرقم: 16841