قد يكون الموسيقارالسوري صفوان بهلوان أشهر من أعاد تسجيل أغنيات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولقد بدأت الحكاية حين اكتشف موسيقارالأجيال مهارته وحساسيته المرهفة في العزف والغناء، عندما زاره بهلوان، لأول مرة وأسمعه عزفه وغناءه، ومنذ مرحلة بداية انطلاقته الفنية أدى أغنية «مريت على بيت الحبايب» ولقد فوضه بإعادة تسجيل ما طاب له من شلالات ألحانه وأغانيه، إلى جانب أغنياته الخاصة, التي بدأها « بتحت العنباية « ثم اتبعها بعدة ألحان وأغنيات خاصة.
ولقد ظهر على الفضائيات العربية، بعد أن أدى عددا كبيرا من أغنيات عبد الوهاب في دار الأوبرا المصرية، وفي المهرجانات الموسيقية الدولية، وخلال مقابلاته التلفزيونية, حيث أعاد تسجيل: الجندول والنهر الخالد وكل ده كان ليه وكليوباترا ومين عذبك وساعة مابشوفك وخايف أقول وجفنه علم الغزل والحبيب المجهول واللي انكتب عالجبين وماكانشي عالبال ويامسافر وحدك وكان أجمل يوم وهان الود ويلي نويت تشغلني وياوابور قولي وإيه انكتبلي وأشكي لمين الهوى وبلاش تبوسني ودعاء الشرق ومجنون ليلى وغيرها.. كما أدى بعض ألحان عبد الوهاب, التي اشتهرت بأصوات الآخرين مثل: دارت الأيام وفكروني وست الحبايب ولا تكذبي وشكل تاني وغيرها..
ومن يستمع إلى هذه الأغنيات بصوت صفوان بهلوان، فسيدرك أنه أستاذ كبير، وعالم في أصول الغناء الأصيل والراقي، وفي القدرة على التنقل بموهبة فذة، بين المقامات والطبقات الصوتية، إلى درجة تدهش وتطرب المستمعين، وترفعهم إلى آفاق سماوية، برقة وانسيابية وعذوبة وشفافية وجمالية صوته، وفي هذا التجلي والتماهي يبرز إبداع من نوع خاص، يحمل نبض الرهافة والسحر والإحساس الروحي المتدفق.
وصفوان بهلوان فنان شامل، فهو يغني ويعزف على العود بمهارة فائقة, كما أنه مؤلف موسيقي سمفوني وملحن، وفنان تشكيلي، أنجز لوحات واقعية مستمدة من بحر ومراكب جزيرة ارواد، مرتع طفولته وفتوته، كما ترك البحر تأثيرات واضحة عن بعض ألحانه وأغانيه.
facebook.com adib.makhzoum