ترامب يستثمر في الأزمة.. وباريس تمتعض!… ارتدادات «السترات الصفراء» تهدد أوروبا.. وماكرون في عنق الزجاجة
مع تصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية في فرنسا، واتساع نطاقها لتشمل شرائح عديدة من المجتمع الفرنسي انضمت إلى «السترات الصفراء»، يجد الرئيس الفرنسي نفسه اليوم أمام مفترق طرق، وقد يضطر إلى إقالة الحكومة للتنصل من مسؤولية خنقه للشارع الفرنسي عبر قرارات اتخذها سابقا وأثقلت كاهل الفرنسيين لا سيما الفقراء منهم، وهذا يتضح من خلال رفع المحتجين سقف مطالبهم تدريجيا من إلغاء زيادة الضرائب ورفع الرواتب إلى المطالبة برحيله شخصيا عن السلطة مع حكومته.
فرنسا التي فشلت في اختبار الديمقراطية والحرية المزعومة، يصب رئيسها اليوم الزيت على النار بعد أن وجه الشكر لعناصر شرطته التي قمعت المتظاهرين بوحشية، خلال استخدامها الهراوات والمدرعات لقمعهم، وشنها حملات اعتقالات في أنحاء البلاد احتجزت خلالها أكثر من 1700 شخص، لتنظر البلدان الأوروبية الأخرى كبلجيكا وهولندا وألمانيا وإسبانيا بعين الحذر والترقب تحسبا لأن يطولها تسونامي الاحتجاجات قريبا، وخاصة أنها لم تنجُ من لدغاته، وقد حثت الحكومات البلجيكية والبرتغالية والتشيكية مواطنيها الذين ينوون التوجه إلى باريس على تأجيل سفرهم.
«السترات الصفراء» التي رفعت شعار «ارحل يا ماكرون» كشعار للجولة الخامسة من التصعيد يوم السبت القادم، على موعد مع لقاء الرئيس الفرنسي اليوم، حيث من المقرر أن يستقبل ماكرون في قصر الإليزييه ممثلين عن أكبر 5 نقابات في فرنسا بالإضافة لممثلين عن 3 جهات تمثل أرباب العمل بهدف تقييم الأوضاع، كذلك من المنتظر أن يلقي ماكرون اليوم كلمة متلفزة يتوجه فيها للشعب الفرنسي للرد على مطالب السترات الصفراء وتقديم حلول للأزمة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخل مجددا على خط الأزمة الفرنسية واصفا احتجاجات «السترات الصفراء» بأنها إثبات فشل اتفاق باريس للمناخ، وذلك في محاولة منه لاستغلال الاضطرابات والتباهي بقرار انسحابه من الاتفاق العام الماضي.
وأثار كلام ترامب ردودا غاضبة من الكثيرين من رواد تويتر، حيث أشار بعضهم إلى أن ذلك فهم خاطئ لخلفيات الاحتجاجات، التي تعبر في أحد جوانبها عن سخط الناس على «عدم دفع الأثرياء ما يكفي لفعل ما هو ضروري لمواجهة التغيرات المناخية».
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دعا ترامب، لعدم التدخل في شؤون فرنسا الداخلية.
وقال لودريان في تصريحات صحفية أمس: لا نتدخل في السياسة الداخلية الأمريكية ونريد معاملتنا بالمثل. دعونا نعيش حياتنا الوطنية.
بالتوازي حذر وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير من كارثة اقتصادية في فرنسا جراء احتجاجات حركة (السترات الصفراء) .
وقال لومير في تصريح صحفي أثناء زيارته المحال التجارية التي تعرضت للنهب في باريس خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة: إن العنف المرتبط بالمظاهرات التي تجتاح البلاد يشكل كارثة بالنسبة لاقتصاد فرنسا ..إنها كارثة بالنسبة للتجارة وكارثة على اقتصادنا.
في الأثناء أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كستانير أن عدد الموقوفين خلال احتجاجات «السترات الصفراء» في البلاد أمس الأول السبت، بلغ 1726 شخصا في حين تم وضع 1220 منهم قيد الحبس الإداري.
وأضاف كستانير في تصريحات صحفية أن معظم التوقيفات نفذها رجال الشرطة في باريس، حيث بلغ عدد المعتقلين هناك 1150 شخصا والمحتجزين 619، حسب البيانات المدققة للداخلية.
وعثرت الشرطة عند التفتيش على أسلحة لدى كثير من المحتجزين، إلا أن محامي بعضهم قالوا إن هؤلاء أرادوا «إبداء احتجاج حاسم، لكن دون اللجوء إلى العنف».
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 10-12-2018
رقم العدد : 16856