تطوّر جديد لـ«السُترات الصفراء».. النساء يؤازرن…الغضب الشعبي يتزايد.. وحكومة ماكرون تئن تحت وطأة الاحتجاجات
تعيش حكومة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياساته الاقتصادية والاجتماعية، رغم كل التنازلات التي قدمتها الحكومة، ولكنها لم تنل رضا الفرنسيين الذين رفعوا سقف مطالبهم مؤخرا إلى حد إقالة ماكرون وحكومته.
وغداة الاحتجاجات التي تميزت بأعمال عنف جديدة، وفي تطور جديد لتقديم صورة غير مسبوقة للحركة، تجمعت مئات النساء من «السترات الصفراء» أمس في ساحة الباستيل وسط باريس.
وغنت النساء اللواتي تجمعن على مدخل أوبرا الباستيل، النشيد الوطني الفرنسي، وهن يحملن بالونات صفراء، وبعد ذلك قمن بتطويق الساحة ما عرقل حركة السير قبل أن يتوجهن إلى ساحة الجمهورية.
وذكرت إحدى الشخصيات المؤسسة لحركة «السترات الصفراء» في فرنسا أن النهج الذي اتبعته الشرطة ساهم في أعمال العنف التي اندلعت في باريس.
وقالت بريسيليا لودوسكي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس إن المسيرة كانت سلمية وكان المحتجون يسيرون في طريق أعلنته السلطات، لكن الشرطة أغلقت الطريق قبل عدة مئات من الأمتار قبل الوصول إلى نقطة النهاية عند الجمعية الوطنية «البرلمان».
وأضافت: إذن لماذا أغلقوه قبل أن تصل «المسيرة» وسمحت الشرطة بالمواجهة؟ .. الأشخاص يتكدسون عندما تسد الطريق في مكان ما.
وتابعت: ومن ثم تصاعدت الأمور وأدت إلى ما حدث بالأمس الأول.
وكالة فرانس برس نقلت بدورها عن كارين (42 عاما) وهي ممرضة أتت من مرسيليا قولها:نسعى لأن يكون لدينا قناة أخرى للتواصل غير العنف من خلال تنظيم أول تظاهرة للنساء، لأن كل ما يُنشر في وسائل الإعلام عن الحركة هو أعمال العنف وننسى جوهر المشكلة.
وأضافت هذه السيدة وهي إحدى مؤسسات مجموعة «نساء السترات الصفراء» على موقع فيسبوك إن هذا الحدث ليس نسويا ولكنه يهدف إلى إعطاء صورة غير مسبوقة للحركة.
وأجبرت موجة احتجاجات (السترات الصفراء) في الشوارع خلال الشهرين الماضيين ماكرون على تقديم تنازلات سياسية شملت الغاء زيادة مزمعة على ضريبة الوقود لمحاولة نزع فتيل الغضب من أزمة محسوسة في ميزانيات الأسر.
وتظاهر حوالي 50 ألف شخص أول أمس في جميع أنحاء فرنسا في يوم التعبئة الثامن لحركة «السترات الصفراء» منذ تشرين الثاني الماضي، والتي شابتها احيانا أعمال عنف.
وبعد تزايد حركة الاحتجاجات الشعبية المطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي بسبب سياساته الاقتصادية وعدم تلبيته لمطالب المحتجين وفشل محاولات قمعهم واعتقالهم في ثنيهم عن مطالبهم دعا ماكرون أمس محتجي حركة (السترات الصفراء) الذين واصلوا احتجاجاتهم للأسبوع الثامن على التوالي إلى «الحوار».
وسجلت شعبية ماكرون تراجعا قياسيا بسبب سياساته الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير ودفعت الفرنسيين إلى المطالبة بتنحي ماكرون وجملة من التغييرات.
وفي سياق متصل تناقلت مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر لجوء رجال الشرطة الفرنسية والمحتجين في صفوف «السترات الصفراء» إلى أساليب الملاكمة والقتال القريب خلال المواجهات الأخيرة بينهم.
ويظهر أحد المقاطع ضابط شرطة وهو ينهال بالضرب بشراسة على وجه شاب، وذلك عند تفريق مظاهرة احتجاجية في مدينة تولون جنوبي فرنسا أول أمس.
وكان الشاب كما يبدو واضحا في التسجيل، يتحدث بهدوء مع رجال الشرطة، دون أن يشكل أي خطر عليهم.
وبعد لحظات من هذا الحادث، اعتدى نفس الشرطي على شخص آخر كان ضمن مجموعة من «السترات الصفراء»، حيث دفعه بقوة ولكمه عدة مرات على وجهه.
وتمكن ناشطون من تحديد هوية الشرطي، حيث تبين أنه قد منح وسام جوقة الشرف قبل عدة أيام.
في المقابل، ظهر في فيديو آخر لأحد المحتجين وهو يهاجم رجال الشرطة بطريقة تؤكد أنه ملاكم محترف، ويجبر طوق الشرطة على التراجع.
وأعلنت الشرطة الفرنسية أنها تمكنت من تحديد هوية منفذ ما وصفته بـ»الهجوم الجبان»، وحذرته من تبعات قانونية لتصرفاته:
وحسب صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية، فإن الشخص الذي تم تحديده هو «ملاكم محترف وبطل فرنسا في فئته للعام 2000».
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 7-1-2019
رقم العدد : 16878