حرب التصفيات بين التنظيمات الإرهابية ترتفع وتيرتها… نظام أردوغان يستثمر.. ويعيد ترتيب صفوف مرتزقته وفقاً لأجندته العدوانية
على وقع استمرار الاقتتال الدامي بين التنظيمات الإرهابية وفقا لأجندات الدول المشغلة، يسعى نظام أردوغان لإعادة هيكلة تلك التنظيمات في ريفي ادلب وحماة، بعد أن سيطرت «جبهة النصرة» الإرهابية على مساحات واسعة في منطقة سهل الغاب التي كانت تستولي عليها المجموعات الإرهابية المنضوية تحت مسمى « الجبهة الوطنية للتحرير» المدعومة من قبل النظام التركي.
فإرهابيو «النصرة» و بحسب مصادر إعلامية سيطروا أمس على قرية العنكاوي أبرز معاقل إرهابيي «حركة أحرار الشام» وعلى معظم ريف حلب الغربي والشمالي الغربي وعشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وحشدوا مئات الإرهابيين وأرتالا من الآليات في محيط معرة النعمان وأريحا ، ما دفع الحركة مرغمة إلى تسليم مواقعها في منطقة سهل الغاب وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط مع الإبقاء على نقاط رباط إرهابييها بالسلاح الفردي في المنطقة.
وبعدما حلت «حركة نور الدين الزنكي» الإرهابية التابعة لـ»الجبهة الوطنية للتحرير» نفسها، بسبب المعارك التي جرت مع «جبهة النصرة» الإرهابية، أعلنت «حركة أحرار الشام» الإرهابية أيضاً حل نفسها في منطقتي سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي الغربي.
ويشير تواصل الاقتتال بين التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي وشمال حماة واستعاره بهذا الشكل إلى أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي اتخذ قراره بإفناء شركاء الأمس في الإرهاب والتكفير، واضعاً مصالح مشغليه من الخارج على رأس أجندته بينما لا يزال المدنيون يدفعون الأثمان الأغلى من دمائهم وممتلكاتهم من جراء هذا الاقتتال الهمجي.
مصادر إعلامية وأهلية أكدت وفقا لما ذكرته وكالة سانا أن الاقتتال الدائر بين المجموعات الإرهابية وصل إلى منطقة معبر أطمة-دير البلوط قرب الحدود التركية.
وبينت المصادر أن الجولة الجديدة من الاقتتال الدامي بين كبرى التنظيمات الإرهابية في شمال سورية عقب التعزيزات والتحشدات الضخمة التي استقدمتها الأطراف المتناحرة في الأيام القليلة الماضية أسفرت خلال الساعات القليلة الماضية عن سيطرة تنظيم جبهة النصرة على بلدة سفوهن وقرى النقير وعابدين وأرينبة وسطوح الدير والقصابية وكرسعة ومنطقة حرش عابدين بعد خسائر كبيرة في صفوف «أحرار الشام» الذين هربوا تحت وقع كثافة النيران وهجمات الإرهابيين الانتحاريين على نقاط تمركزهم.
ووصل الاقتتال الدائر بين الإرهابيين إلى محيط المخيمات التي تحوي عشرات آلاف السوريين المهجرين قسرا إليها من قبل إرهابيين اتخذوهم على مدى أكثر من 7 سنوات مصدرا لكسب الأموال من الأنظمة المتباكية على الشعب السوري.
ولفتت المصادر إلى حالة الهلع والذعر بين المدنيين فيها وفي القرى والبلدات المجاورة والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح بسبب المعارك الطاحنة بين الإرهابيين مؤكدة أن المئات من الأسر تهيم نازحة من المخيمات تبحث عن الأمان من قذائف وأسلحة الإرهابيين المتصارعين.
المصادر أوضحت أن عدد المدنيين من ضحايا التناحر بين التنظيمات الإرهابية في ازدياد حيث أصيب أمس شخص نتيجة القذائف التي سقطت على مخيمات في أطمة في حين سقط منذ بداية الاقتتال عشرات النساء والأطفال والشيوخ قتلى ومصابين ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي وقعت في المنازل والمحاصيل الزراعية والبنى التحتية في مناطق الاشتباك.
وتسيطر على مناطق ريف حلب الغربي وبعض المناطق في ريفي ادلب وحماة تنظيمات إرهابية تختلف في ولاءاتها ومرجعياتها التمويلية والايديولوجية وتسود فيما بينها حالة من الاقتتال والخلاف على مناطق السيطرة والنفوذ والغنائم والمسروقات، وفي كثير من الأحيان يسود الشقاق بين هذه التنظيمات لأسباب تتعلق بالأتاوات والضرائب التي يتم فرضها على السكان المدنيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات بينما يكون السكان المدنيون هم ضحية هذا الاقتتال.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 10-1-2019
رقم العدد : 16881