إلى الوقت الراهن مازالت تركيا بزعامة الاخواني اردوغان تتسول فتات الادوار التي تمكنها من تعويض خيباتها، وسد جزء من ثغرات فشلها في المنطقة وإخفاقاتها المتكررة، فتسعى بالتعاون مع حلف الشيطان الممتد من أميركا الى الكيان الاسرائيلي ومعهم الغرب الاستعماري للعب في الوقت بدل الضائع على المزيد من التأزيم للأحداث في سورية بشكل خاص.
وإذا ما تم توسيع العدسة فالمشهد يتلاءم بين الاميركي والتركي وطبعاً الاسرائيلي و..و..الخ من دول العدوان على سورية، كل من موقعه في سياق تبادل الادوار والتعاطي مع رهانات التخريب الممنهج على أعلى المستويات، وإنتاج نوع من تعميم الفوضى في سورية، وفي الشمال والشرق بشكل خاص.
فالتعمق القليل بالفعل الوحشي الاميركي عبر سنوات الازمة المفتعلة في سورية وصولاً الى قرار الانسحاب الاميركي يعطي مفهوماً واضحاً لكل تلك الحقائق الموجودة على صفحات الحدث القادم من الشرق (شرق الفرات) بعد أن استثنى التنف.
وللغاية تلك فإن ترامب واردوغان كما هي العادة يبحثان وفق استراتيجيات حربية جديدة عما يعرقل تقدم عجلات الجيش العربي السوري السائرة نحو استعادة كافة الاراضي السورية، بخطوط وهمية ترسمها تحركات البلدين في سورية، وتختفي وراء المغازلة المعلنة بين الطرفين تارة، وتارة أخرى وفقاً لسياسة الهجوم الحاد الذي يطفو على السطح بين الحين والاخر.
الأفعى وإن بدلت جلدها لكنها تبقى تفرز سمومها وتنشرها في كل مكان.. وليس بعيداً أن يقوم الأميركي ومعه التركي بخطوات تعتبر وفق كل المفاهيم السياسية والعسكرية لسعات سامة يستنهض بها همم الاوهام الاستعمارية .. حتى ولو كان الظاهر يشير إلى حرائق الخلافات بين الطرفين.. فالخلافات خلبية والتوافق في التفاصيل. وهي مجرد غلاف.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882