«النواب» الأميركي يرفض تمويله…أزمة «الجدار العازل» تهدد بمواصلة الإغلاق الحكومي.. وترامب يتوعد بإعلان الطوارئ
حرب أخذ لهيبها يندلع بين أروقة الإدارة الأميركية ومسؤوليها، بما قد نسميها «حرب الجدار» الذي يصر ترامب على بنائه رافضاً كل الضغوط من الديمقراطيين للتخلي عنه، رغم عمق التداعيات التي حدثت على أثر تمسكه بقراراته واستكمال أحد وعوده الانتخابية لمنع تدفق المهاجرين من الحدود.
وبعد أخذ ورد عنيفين وصراع على من يملك سلطة القرارات، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفرض حالة الطوارئ إذا لم تحل أزمة الجدار الحدودي الجنوبي.
ترامب، وفي تصريحات للصحفيين أمس قال: إنه في حال لم يتم حل أزمة بناء الجدار الحدودي لدي الحق في إعلان حالة الطوارئ، وآمل أن يتم ذلك عبر اتفاق مع الكونغرس لكن الطريق السهل سيكون أنني أعلن حالة الطوارئ، مبيناً أن هناك أزمة كبيرة على الحدود.. والجدار الفولاذي يمكن تغطية تكلفته في أشهر عديدة.
هذا وأغلقت قطاعات كبيرة من الحكومة الاتحادية في 22 كانون الأول الماضي، بعدما وصل المشرعون والرئيس إلى طريق مسدود بشأن مطالبة ترامب ببناء جدار لمكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أميركا.
وكان ترامب قال أول أمس: أعتقد أننا لا بد أن نتوصل لاتفاق.. لكن إذا لم يحدث ذلك فقد أسلك هذا الطريق.. أملك الحق المطلق في إعلان الطوارئ على المستوى الوطني إن أردت.
ولتفادي الإغلاق الجزئي الحكومة جراء «حرب الجدار» أقر أعضاء مجلس النواب الأميركي أول أمس تشريعاً من شأنه أن ينهي إغلاقاً جزئياً لوزارة الخزانة وبعض الوكالات الأخرى، لكن من دون أن يخصص أي أموال لجدار ترامب مع المكسيك.
وبواقع 240 صوتاً مقابل 188، أقر المجلس المشروع وأرسله إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون في إطار أحدث استراتيجية لإنهاء هذا الإغلاق، لكن لم يبد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل استعداداً لطرح المشروع للتصويت.
وكان ترامب وصف لقاءه مع المشرعين الديمقراطيين، الذي بحث خلاله إنهاء الإغلاق الحكومي، بـ «مضيعة للوقت».
وكتب في تغريدة على موقع «تويتر» في أعقاب اللقاء: سألت ماذا سيحدث بعد 30 يوماً إن قمت بحل الأمور بسرعة، هل ستوافقون على «أمن الحدود» الذي يضم الجدار أو السور المعدني؟ وقالت نانسي بيلوسي، (رئيسة مجلس النواب) «لا». وقلت (لهم) مع السلامة، لا يعمل هناك أي شيء آخر!».
وعقب الاجتماع أكد كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أن ترامب غادر الغرفة بعد أن رفضت بيلوسي تمويل بناء الجدار.
وكان ترامب قد طالب بتخصيص 5.7 مليارات دولار لتمويل بناء الجدار على الحدود، لكن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أقرّ الأسبوع الماضي قانوناً لإنهاء إغلاق الحكومة من دون تخصيص الأموال لبناء الجدار. وأكد ترامب أنه لن يوقع على هذا القانون طالما لم يحصل على التمويل المذكور، حيث لا تزال الخلافات مستمرة لأكثر من أسبوعين، وحرمان 800 ألف موظف من رواتبهم.
هذا وقد أعلن ترامب أمس أنه قرر العدول عن المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسبب الخلاف المستمر بينه وبين المعارضة الديمقراطية على بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.
ونقلت فرانس برس عن ترامب قوله في تغريدة على موقع تويتر: بسبب تعنت الديمقراطيين في ملف أمن الحدود والأهمية الكبرى للأمن بالنسبة إلى أمتنا ألغي رحلتي البالغة الاهمية إلى دافوس في سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي.
يشار إلى أن منتدى دافوس يعقد من 21 إلى 25 كانون الثاني الجاري.
إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام أميركية أول أمس أن رود روزنشتاين المسؤول الثاني في وزارة العدل الأميركية الذي يشرف على التحقيق الدقيق حول مزاعم تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة عام 2016م، سيغادر منصبه في غضون أسابيع.
ونقلت عدة وسائل إعلام عن مصادر لم تسمها، أن مساعد المدعي العام للولايات المتحدة الذي بدت إقالته وشيكة عدة مرات، يرغب بالرحيل بعد مصادقة مجلس الشيوخ على تسمية وزير العدل الجديد ويليام بار.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882