دخلنا في نفق مظلم بحثاً عن مشكاة أمل، أو نافذة ضيقة لعلها تعبر بأمنياتنا إلى أفق أوسع، وتأخذ تطلعاتنا إلى فضاء أرحب، لم نفقد كل الفرص المتاحة، فثمة ورقة أخيرة في الرهان، قد تقلب طاولة التوقعات رأساً على عقب، وقد تكون منعطفاً حاداً يوصل إلى تغيير جذري في المعادلة.
فبعد بداية متعثرة أمام منتخب فلسطين وتعادل بطعم الخسارة ولونها ونكهتها، تعرض منتخبنا لخسارة قاسية أمام الأردن في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، في نهائيات كأس آسيا بكرة القدم المقامة في الإمارات العربية المتحدة.. وإن كان أحد يتحمل المسؤولية عن هذا الأمر، فهو المدرب الألماني، الذي أكد في أكثر من مناسبة، أن شؤون المنتخب الفنية والتشكيلة الأساسية واختيار اللاعبين والخطط التكتيكية والاستراتيجة، كلها خيوط يمسك بناصيتها بيده؟! وهو المسؤول عن خياراته!! لذلك بادر اتحاد كرة القدم لإقالته وتعيين المدرب الوطني فجر ابراهيم خلفاً له، لقيادة منتخبنا في مباراته الحاسمة أمام أستراليا في ختام مباريات الدور الأول من الكأس القارية، ولن نقول المباراة الأخيرة تفاؤلاً أن يتأهل منتخبنا إلى الدور الثاني، ويكسر قاعدة الخروج من الدور الأول التي لازمت منتخباتنا في مشاركاتها الآسيوية السابقة كلها؟!
فهل كان المدرب الألماني وحيداً في دائرة المسؤولية؟ وهل كان اختيار هذا المدرب بالذات ليقود كرتنا خياراً غير صائب؟! أم أن المشكلة أكبر من مدرب أو اتحاد لعبة أو لاعبين؟! وعلى العموم لن نلج عالم الجدل والنقاش، في الوقت الحالي على أقل تقدير، إذ إن هناك مهمة أمام منتخبنا، ولم تسدل الستارة بعد على فصول المسرحية، ونطمح أن ينجح المدرب الوطني فيما فشل به الأجنبي، وإن كنا نعتقد أن المهمة صعبة وشاقة، لكنها ليست مستحيلة.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 13-1-2019
الرقم: 16883