يسجل لوزارة الثقافة متمثلة بالهيئة العامة السورية للكتاب اهتمامها اللافت بتقديم منشورات للأطفال ترجمة وتأليفاً، سعياً منها لتحقيق المتعة والفائدة للطفل السوري، وتكريس قيم الخير والحب والجمال والتسامح، عبر قصص هادفة مدعمة بالرسوم المعبرة وألوان الفرح التي تليق به.
وفي عجالة يمكن أن نستعرض آخر إصداراتها ضمن سلسلة أطفالنا ومنها: قصة «الشجرة والخضراوات» تأليف بيدرو بابلو ساكريستان، ترجمة تانيا حريب، ورسوم آمنة محناية، وتحكي خلافاً نشأ بين شجرة وارفة الظلال والخضراوات بحجة أن الخضراوات تستهلك الماء كله وتمنع ذلك عن الشجرة، عندها غضبت الشجرة ورفضت أن تظلل الخضراوات من حرارة الشمس، ماأدى إلى ذبول المتخاصمين وحياتهما باتت بخطر وخصوصاً أن البستاني أهملهما وكادا يهلكان من العطش، وتدخلت حبة الكوسا لحل المشكلة ليعيد البستاني الاهتمام بهما، وقررتا أن تعملا سوية وتكونا عادلتين في استهلاك الظل والماء.
قصة «شجرة الإبر» تأليف هوم تودلر، ترجمة براءة زين الدين، رسوم عبد الوهاب رجولة، وهي تكرس قيمة القناعة والمحبة التي تعود على الإنسان بالخير الوفير، وهذه القصة تحكي عن أخوين الكبير يتسم بالأنانية وحب الذات، وعندما كان يجمع الحطب صادف شجرة سحرية ثمارها من ذهب وقالت للأخ الأكبر «أرجوك لاتقطع فروعي فإن عفوت عني أعطيتك تفاحي الذهبي كله» ولما لم يقنع بعطائها أمطرته بوابل من الإبر، ليسرع أخوه الصغير لإنقاذه وشعر بالندم فعفت عنه الشجرة وأغدقت عليه العطاء.
ومن قصص الأطفال المبدعين، قصة «عيد ميلاد بطوطة» لهالا بشار زيني، رسوم أحمد أمجد الشيخ، لتحكي أهمية التعاون والمحبة بين الأصدقاء، وأن الاتحاد قوة، وفي عيد ميلاد بطوطة توزعت حيوانات الغابة المهام لتحضير حفل يليق بصديقتهم بطوطة، ولم يستطع الوحش رغم قوته أن ينتصر على محبتهم واتحادهم، فأكملوا الحفل فرحين بعد أن قيدوه في الشجرة، وكان حفلاً مميزاً أسعد بطوطة..
وضمن سلسلة أطفالنا العلمية نقرأ قصة «أطواق محبة» لمحمد قشمر، رسوم أحمد حاج أحمد وتحكي عن الجاذبية الأرضية وأهم العلماء العرب الذين بحثوا في العلم والمعرفة قبل اكتشاف نيوتن لها، وكيف تضمنا الأرض بمحبة إليها «كأنها تطوقنا وتضمنا لمحبتها لنا» وهي دعوة للسير على هدي هؤلاء العلماء وخطاهم.
وتستمر مجلة شامة بالصدور وتضم عدداً من القصص الهادفة والمعلومات المبسطة تقدم للطفل عن طريق الحكاية والرسوم المعبرة، ونقرأ فيها قصة ندى معلا «هدية سلمى» وقصة «مابك ياصديقتي»، إضافة إلى احتوائها على كوبون للمشاركة والانضمام لأصدقاء المجلة.
ومن مكتبة الطفولة نقرأ قصة «ذئب صغير آخر» تأليف ماري هيلين وكلود ودينيس ميليت، ترجمة شادي سميع حمود، رسوم لينا نداف، وتحكي قصة عائلة كبيرة في عدد أفرادها ولكنها فقيرة جداً، حاولت الحيوانات مساعدتها فأخذت مولودها الجديد وضمته إلى عائلة الذئب، لكن العائلة حزنت لفراقه، فما كان من البومة والذئب إلا أن يعيدا الطفل إلى عائلته لتعيد السعادة إليها في عيد الميلاد، مايؤكد أن علينا التفكر ملياً في اختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة لتقديم المساعدة.
فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الاثنين 14-1-2019
الرقم: 16884