أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف المعنية بهدف دفع العملية السياسية في سورية قدما.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية نقله موقع قناة روسيا اليوم: إن لافروف اعتبر خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأردني أيمن الصفدي أن بدء عمل لجنة مناقشة الدستور في أسرع وقت ممكن نقطة الانطلاقة لهذه العملية وذلك بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي أوائل العام الماضي.
وتابع البيان: إن لافروف والصفدي أشارا بهذا الخصوص إلى جهود الدول الضامنة في محادثات آستنة «روسيا وإيران والنظام التركي» في سبيل تشكيل اللجنة معربين عن أملهما في التعاون المثمر مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون.
وأوضح البيان أن الوزيرين تبادلا الآراء بشأن التسوية في الشرق الأوسط مع التشديد على أنه لا بديل عن الحل السياسي الدبلوماسي للنزاع في المنطقة وذلك استنادا إلى القواعد القانونية المعترف بها دوليا.
في الأثناء أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أنه على الولايات المتحدة أن تقدم خطة لخروج قواتها من سورية، مشيراً إلى أنه بعد ذلك فقط ستؤخذ تصريحات مسؤوليها بهذا الخصوص على محمل الجد.
وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية: أعتقد أن تصريحات الجانب الأمريكي ستكون جديرة بالاهتمام فقط عندما تقدم الولايات المتحدة خطة مرحلية لانسحابها من سورية حيث ستعكس دقة التوقيت والإطار الجغرافي وتسلسل تنفيذ هذه العملية.
وأشار باتروشيف إلى أن القوات الأمريكية، خلافا للقوات الروسية، موجودة في سورية بصورة غير شرعية، من دون موافقة الحكومة السورية أو قرار من مجلس الأمن الدولي.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعرقل إجراء العمليات الإنسانية في البلاد وأي محاولات للتخفيف من معاناة السكان المدنيين وإرساء الأسس لعودة الحياة السلمية إلى سورية.
من جهة ثانية أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الولايات المتحدة لن تتمكن مهما فرضت من عقوبات من إجبار روسيا على التخلي عن نهجها وسياستها السيادية.
وقال بيسكوف في مقابلة مع صحيفة «أرغومنتي إي فاكتني» نشرتها أمس ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا يمكن أن تمارس ضغوطا على الولايات المتحدة، بحيث يصبح فرض العقوبات مؤلما بالنسبة لها: بالرغم من أن الولايات المتحدة لديها أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنها لا تملك الوسائل لإجبار روسيا على تغيير مسارها السياسي، التخلي عن سياستها السيادية، فهي ورغم استخدامها كل ترسانتها الواسعة لفرض القيود والعقبات، فشلت أمريكا في تحقيق هذا الهدف، وبالمقابل وبنفس المستوى ليس لدينا وسائل قادرة على جعل الأمريكيين يتخلوا عن نهجهم.
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا تعيش في ظل قيود مختلفة منذ أكثر من 40 عاما، بما في ذلك من قبل أمريكا، مضيفا أنه في عام 1974 ، تم اعتماد قانون جاكسون-فانيك، وبمجرد أن تم إلغاؤه، ظهر «قانون ماغنيتسكي» على الفور، وهلم جرا.
من جانبها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة فشلت في دورها كوسيط دولي. وقالت زاخاروفا في مقابلة مع محطة زفيدا التلفزيونية أن الولايات المتحدة لم تتعامل بشكل جيد مع دورها كوسيط دولي وفشلت في ضمان الأمن العالمي.
وأضافت زاخاروفا: اعتقد أن الجميع باتوا يدركون كيف أن واشنطن تقود الحوار مع روسيا إلى مأزق مدمر وكيف حشرت نفسها في الزاوية في عدة قضايا دولية وأنها في الواقع تظهر شيئا واحدا عبر تصرفاتها الا وهو فشلها في لعب دور الشرطي والوسيط الدولي بكل المعاني وهذا الأمر سيئ للجميع.
وتابعت أن الدول الغربية كانت تريد من الولايات المتحدة تولي دورها كضامن للأمن العالمي وما نشهده يمثل فشلا كليا لهذه الخطط.
على صعيد مواز أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عدم تحقيق أي تقدم في المحادثات مع الولايات المتحدة حول مستقبل معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
ونقلت سبوتنيك عن ريابكوف قوله للصحفيين عقب محادثات بين ممثلي البلدين في جنيف أمس: ان روسيا والولايات المتحدة بحثتا مستقبل معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ولا يوجد أي تقدم.
وأشار ريابكوف إلى انه شارك في هذه المباحثات ممثلون عن جميع الوزارات والهياكل المعنية بالمعاهدة من كلا الجانبين وقال: استعرضنا الوضع وبحثنا الجوانب التي تثير قلق أي من الطرفين، كما بحثنا ما يمكن أن يحدث حول المعاهدة في المستقبل القريب.
ولفت ريابكوف إلى أن بلاده تعتزم عقد جلسة إحاطة لحلفائها وشركائها وسفراء الدول الأوروبية يوم الجمعة المقبل حول مصير المعاهدة والموقف حول صواريخ /9 ام 729 /.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في تشرين الأول الماضي أن الولايات المتحدة ستنسحب من المعاهدة الموقعة مع روسيا حول الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة المدى فيما رفضت موسكو مرارا جميع الاتهامات الأمريكية حول انتهاكها بنود المعاهدة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886