أصابع أميركا تحرك رماد «داعش» لتعطيل الانسحاب الملغوم!!..الهزائم الميدانية صفعات سورية متتالية تثير هستيريا الذعر الصهيونية
لم تكن الاعتداءات الصهيونية على سورية بشكل متكرر وليدة اللحظة المتهورة التي قامت فيها «اسرائيل» بتوجيه تلك الضربات العدوانية على مواقع سورية زعمت بأنها تهدد أمن احتلالها، بل هي نتاج تراكمات الخيبة الممزوجة بهزائم اجنداتها في المنطقة بشكل عام وفي سورية على وجه الخصوص.
«إسرائيل» المهزومة تعيد طرح هواجسها مع كل انتصار تحققه سورية ومحور المقاومة على الارض في وجه الارهاب الصهيوني الوهابي الاخواني..فتحاول معها الخروج من قاع الافلاس عبر تلك الاعتداءات التي لا تقدم لطموحاتها الصبيانية شيئاً، سوى إضافات متتالية من صفعات النصر الميداني الذي يقوده الجيش العربي السوري بكافة الاتجاهات.
كيف لا.. وحماقات الحليف الاميركي قد دفعت بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو إلى محاولة تجاهل الواقع والاستمرار بضرباته الحمقاء ليأتيه في كل مرة الرد السوري اكثر ايلاماً.. لتكون المحصلة ناتجة تحت ضغط القرار الاميركي بالانسحاب المزعوم من سورية وترك الصهيوني «وحيداً» على الرغم من كل التطمينات، إضافة لما يعاني منه نتنياهو من ضغوط داخلية تعرقل استمراره بسياسته العدوانية التي تؤيده فيها أميركا في المنطقة وخصوصاً ضد سورية.
فكم الافواه داخلياً اصبحت محصلة لتلك الاعتداءات وجزء لا يتجزأ من سياسة التعتيم الاسرائيلي لأي عمل عدواني موجه ضد سورية.. حيث أن صحافة العدو الإسرائيلي ممنوعة من نشر تقارير تكشف حقائق حصلت بعد العدوان على سورية بحسب مواقع اعلامية أشارت الى أن الصحافة الصهيونية فرضت عليها قيود لمنعها من نشر تقارير عن الخلافات الحاصلة بين «المسؤولين الإسرائيلين» بسبب العدوان الذي تعرضت له سورية مؤخراً، مشيرة إلى أن هذه الصحف لجأت إلى الوسائل الغربية للحديث عن هذا العدوان، بسبب الرقابة العسكرية المشددة عليهم.
وقد أقرت «إسرائيل» بأن الدفاعات الجوية السورية أسقطت معظم الصواريخ وتؤكد أن الصاروخ باتجاه «أراضيها» هو رسالة حادة كالموس من دمشق بأن قواعد اللعبة تغيرت.
في سياق متصل إن ما يقوم به الكيان الصهيوني من اعتداءات على الأراضي السورية، لا يمكن فصله عن تلك الاعتداءات التي تنفذها قوات العدوان الأميركية في الشرق السوري، فالهدف واحد وهو إطالة أمد الأزمة في سورية وعرقلة التحرير، ورفع معنويات المجموعات الإرهابية، ومحاولة إيجاد مكان لهما على بساط التسوية النهائي، خاصة بعد تجاهل الجميع للعويل الإسرائيلي، ومطالبة حكامه بأخذ ما يسمى المصالح الإسرائيلية بالحسبان في أي خطط مستقبلية لحل الأزمة في سورية.
تلك الاعتداءات تأتي في وقت يحاول به ترامب الالتفاف على قرار الانسحاب، من خلال سلسلة تناقضات في القرارات والتعاطي المزدوج مع كل شيء يتعلق بذلك الانسحاب الملغوم والذي لم تظهر نتائجه الى الوقت الراهن سوى بمزيد من الاعتداءات الاميركية على المدنيين في مدن الشرق السوري والتي تشبه الى حد كبير الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب.
محللون يرون أن واشنطن تراوغ في كل ما يتعلق بالانسحاب وتحاول أن تلتف على قرارها بعد سلسلة الضغوط الخارجية والداخلية عليها، كما انها تعيد فبركة التواجد الداعشي الذي يهدد حياة جنودها لتقوم بمزيد من الاعتداءات على المدن والقرى السورية بحجة مكافحة الارهاب.
الى ذلك زعم المتحدث السابق باسم «التحالف الأميركي» بريت ماكغورك، أن الولايات المتحدة الأميركية لا تملك أي مشاريع بخصوص سورية بعد سحب قواتها من البلاد، وأن مهمة الولايات المتحدة التي تريد أن تنفذها في المرحلة الحالية، هي الانسحاب بأمان من سورية.
وهذا احد الامثلة التي تظهر الازدواجية بين القول الاميركي والفعل بحيث تظهر الحقائق عكس ما يتذرع به المسؤولون الاميركيون بين الحين والاخر.
وعن تداعيات الاعلان الاميركي بالانسحاب من سورية ايضاً فلا يزال يفاقم الخلافات التركية الاميركية حتى ولو كان ضمن العمل المسرحي الهزيل ذي الابعاد المكشوفة، والتي باتت تفضحها استمرارارية التهديدات التركية بشن عدوان عسكري ضد ما يسمى ميليشيا قسد، واللعب الاميركي على المصطلحات والألفاظ بما يخدم بشكل ملحوظ الاجندة التركية العدوانية والاستعمارية،لا سيما بأوهام ما يسمى «المنطقة الامنة» المزعومة.
فتلك المنطقة يجب أن تكون حكراً لكل ما من شأنه ان يسعى وراء تنفيذ اوهام العثمانية الجديدة، بحسب الاخواني اردوغان، وبحسب تنطحاته وتبجحاته. معتبراً أن قواته حاضرة لتنفيذ تلك المهمة.
وبين زحمة المشاهد وتشعبها يبقى الجيش العربي السوري يرسم خرائط تحركاته على امتداد الجغرافية السورية حيث دمرت وحداته القتالية تحصينات هندسية لإرهابيي «كتائب العزة» في منطقة وادي الدورات شرق بلدة اللطامنة ردا على خرقهم اتفاق منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وتنتشر تنظيمات إرهابية من أبرزها تنظيم جبهة النصرة الارهابي وما يسمى «كتائب العزة» و»الحزب التركستاني» الارهابيان التي تضم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي واعتدوا بالقذائف والأسلحة المتنوعة على المناطق المجاورة وتسللوا نحو نقاط الجيش التي تحمي المدنيين في المنطقة.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891