لم يكن فائض الإرهاب الصهيوني الذي تكرر في ساعات على سورية إلا نتاج استعصاءات لمتزعمي الكيان، كشف فيه أن حالة التخمّر من الأزمات التي يعانيها أضحت تفقده صوابه في كل الاتجاهات وتسير به نحو طريق لن يكون بمقدوره التحكم بنهاياتها، لتوصله تلك العربدة التي فاضت وزادت عن حدودها للعب بعمره الافتراضي الذي يحاول التمديد له إما بهذه العربدة وإما بوسائل مختلفة كمحاولات التغلغل أكثر فأكثر في دول العالم، وهو ما نراه في جولات رئيس وزراء العدو نتنياهو.
هذا الفائض المتزامن من الإرهاب الصهيوني وبفارق زمني قصير، يؤكد أن عودة الحيوية إلى سورية عبر صبرها الاستراتيجي الذي أصبح أكثر تجذراً تصيبه بالشلل، واستهدافه لسلاح الجو متعمداً يوضح عمق المأساة والخوف والخشية من حالة التراجع وفقدانه ميزان القوة لمواجهة سورية ومحور المقاومة، رغم حجم الإمكانيات العدوانية التي يمتلكها مضافاً إليها حجم الدعم الدولي والذي كثيراً ما يكون السكوت والتعامي عنوانه الأبرز ومصيره المحتوم، والذي تأكد أكثر في التغاضي الدولي عن اعترافات نتنياهو أكثر من مرة بأن كيانه المارق نفّذ المئات من الغارات على سورية، مضافاً إليها حالة الخرس عن عدد لا يحصى من هجمات المرتزقة وجرائمهم.
إنه صراع الذات ينفذه العدو على نفسه، يجلد به وجهه الممزق على الجبهات السورية، قبل أن يحاول عبره النيل من سورية، حيث يدرك أنه من الاستحالة تشكيل تموضع جديد على مقاسه خاصة أن أدواته في حالة من منافسته بالهذيان وصراع الذات، فمعادلة الردع والرد فعّلت أجندتها، والصاروخ بالصاروخ هو واقع الحال، وإجراءاته المتسارعة في هضبة الجولان المحتلة بفعل غاراته خوفاً من انقلاب السحر عليه أكثر يرسم المشهد جيداً.
هي الاستعصاءات المتراكمة التي يمر بها تحالف العدوان بمثلثه الصهيوأميركي والتركي، ونعيق الغربان هذا في المذبح هو عاصفتهم التي بدأت سمومها تعطي مفعولها العكسي عليهم.
يُغيْرُ العدو ويحاول اللعب بالنار السورية ويخشى أن تحرقه، هي حال نتنياهو الذي يحاول خائباً إرسال أكثر من رسالة!.. فسورية التي بدأت مرحلة جديدة من عمليتها السياسية أيضاً مع المبعوث بيدرسون لن توقف نشاط إنجازاتها، فكلمة جيشها تعلو ولا يُعلى عليها.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891