جددت النخبة الثقافية من أدباء وكتاب عرب رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني وذلك في ختام فعاليات المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب منذ أيام في مدينة أبو ظبي.. كما أكد المؤتمرون على تكريس وعي ودور الأديب والكاتب العربي في ظل ماتشهده الأمة العربية من الضياع وشلال الدم وتفسيخ المجتمعات العربية وتدويل قضاياها الوطنية، من هنا يأتي دور المؤسسات الثقافية في التصدي لهذا السيل الفكري المضاد للحياة والمستقبل الذي تحاول الترويج له تيارات ونظم قريبة وبعيدة..
وهذا ماكان قد أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه لممثلي الوفود العربية التي عقدت مؤتمرها في دمشق الشهر الماضي عندما قال: «الأزمات والحروب التي تتعرض لها بعض الدول العربية لا يمكن فهمها بمعزل عن فهم مشكلة الفكر العربي» داعيا إلى خلق حالة من الوقاية الفكرية لدى المجتمعات العربية، وهذا يتطلب وجودا فكريا تجديديا وحوارا منهجيا بين المثقفين العرب.
لاعزلة ولا غياب، ولا إقصاء أو تغييب من ضمن مااتفق عليه النخبة الثقافية ليكون نهجا مجتمعيا.. لعل السياسة تصيبها العدوى من ذلك.. ونحن محكومون بالأمل فيما يخص عودة جامعة الدول العربية إلى دورها الفاعل بعيدا عن أي اعتبارات سياسية وخطابات إقصاء وتعليق وهويات صغرى على حساب الهوية الوطنية الجامعة..
دمشق وبغداد حاضرتا العرب المشرقتان بأنوار الحرية عبر العصور بحسب المؤتمرين، وبحسب الوقائع والدلائل بقيت دمشق على مرّالعصور قلب العروبة النابض حيث أنها لم ولن تفرط بحق الشعوب العربية في تقرير مصيرها وحريتها وعلى رأسها فلسطين المحتلة قضية سورية الجوهرية والمحورية قولا وفعلا وإبداعا وعملا ثقافيا وسياسيا وبرنامجا ومشروعا يُنفّذ على أرض الواقع، وهذا ما يطلبه المؤتمرون في بيانهم الختامي من كل الدول العربية..لنبقى محكومين بالأمل في أن تنتهج الحكومات العربية نهج النخبة من المثقفين والأدباء والكتاب والشعوب العربية التي ترفض كل أشكال الاحتلال والعنف والكراهية..
يبقى أن تأخذ الثقافة والفكر العربي دورهما الريادي في بناء المجتمعات العربية بعيدا عن كل السياسات التي تحاول هدم هوية المواطن العربي وتدفعه للتنكر لهوية العروبة..
هناء دويري
التاريخ: الجمعة 25-1-2019
الرقم: 16894