خروج منتخبنا الكروي الأول من البطولة الآسيوية بالشكل الذي رأنياه ، وجملة ماخرج إلى العلن فكان تقاذف الاتهامات حول المسؤولية عن هذه الخروج، كل هذا لم يكن إلا سحابة صيف في عزّ الشتاء، ستمرّ وكأن شيئاً لم يكن، فمنتخب كرة القدم الذي شغلنا وانشغلنا به على مدى أشهر طويلة، وكلّفنا مئات الملايين ليكون في العرس الآسيوي منافساً، خسر وتعادل وعادل بنقطة، فما المشكلة؟ ولماذا جعل الجمهور والإعلام من هذا الخروج قصة ومأساة؟!
هذا لسان حال المعنيين في اتحاد اللعبة والاتحاد الأم الذي يرى ما لا يراه الجمهور والإعلام، وهم الاتحادان الكبير والصغير يؤدون عملهم بمسؤولية ولن يخرجوا أو يتركوا مكانهم حتى لو أجمع أهل الأرض أنهم أخطؤوا، ولهذا لا تتعبوا أنفسكم، وتسلّوا ببعض الشائعات والتسريبات، فمساعد المدرب استقال، ورئيس الاتحاد يعمل على إعادة ترتيب الأوراق والتخلي عن بعض البطيخات التي كان حاملها فوق الحدّ، وهناك خطط كثيرة لتصحيح المسار، أليست أخباراً مسلية؟!
بالأمس دُعي رؤساء الأندية إلى اجتماع في اتحاد كرة القدم، وهذا الاجتماع كان بحضور رئيس الاتحاد الأم ونائبه، وهذا لا يعني أبداً عدم استقلالية الاتحاد، بل الحضور كان للاستئناس ليس إلا؟! ألم نقل لكم إن خروج منتخبنا مرّ رغم الأخطاء والفضائح كسحابة صيف؟!
أعرف أن هناك من ينتظر استقالة الاتحاد الكروي وفتح باب المحاسبة لتطول القيادة الرياضية الأساس، ويبدو أن الانتظار سيطول، وقد قلنا سابقاً إن تاريخنا الرياضي لم يذكر أنه بعد فشل منتخب ما ولاسيما إذا ترافق الفشل بفضائح وأخطاء، تمت إقالته أو إعفاؤه، والدليل من الزمن القريب حتى يتذكر الجميع، رياضتنا تراجعت كثيراً كماً ونوعاً، ومع ذلك القائمون عليها في موقعهم، ومنشآتنا التي ليست على ما يرام في كثير من زواياها ومرافقها تشهد على التقصير الكبير، فماذا كان؟ لا شيء والمقصرون مستمرون، وعليه فإن من راهن أنه لن يتغير شيء بعد الفشل الآسيوي الأخير، كسب الرهان والاحترام، فهنيئاً وإلى اللقاء.
هشام اللحام
التاريخ: الجمعة 25-1-2019
الرقم: 16894