بعد ان سجلت دمشق عنوان بلوغها مراحل الحرب الاخيرة على الارهاب، وركلت كل من راهن وسعى الى تدميرها الى خارج الحسابات الميدانية والسياسية.. يأتي الجواب السوري على ترهات وفبركات المجتمعين حول طاولات التآمر على سورية، بأن المنتصر هو من يفرض الشروط.
من يحاولون تجاهل سورية، أو فرض الشروط عليها لن ينجحوا.. قالتها دمشق في السياسة كما قالتها ولا زالت في الميدان.. فالجيش العربي السوري في آخر مراحله التحضيرية لعملية إدلب العسكرية سواء اراد التركي ومعه الاميركي ام لم يريدا، فالحال سواء، وهو اليوم عازم أكثر من قبل على تحريرها، لا سيما وأن التركي يرسم لمزيد من تأزيم الاوضاع هناك اقتصادياً كما هو حالها الامني المأزوم.
الجیش العربي السوري يواصل استقدام تعزيزات عسكرية إلى تخوم إدلب من جهات عديدة ليترافق ذلك مع ما قالته موسكو حول ضرورة عدم الابقاء على ادلب على وضعها الراهن تحت سيطرة التنظيمات الارهابية.
وبحسب كل المؤشرات يبدو أن الحسم العسكري لمعركة ادلب سيكون خاطفاً ومكثفاً وكاسحاً بحيث يكفل إنهاء الوضع وتحريرها من براثن الإرهاب خلال أيام معدودات.. والأوضاع في ادلب متدهورة جداً وقد انطلقت مناشدات الاهالي للوقوف على اوضاعهم الانسانية بعد أن سيطرت جبهة النصرة الإرهابية على كامل المناطق.
وبحسب مصادر من داخل المحافظة، يوجد العديد من اتصالات يجريها مدنيو إدلب، كاشفين فيها عن ممارسات الفصائل الإرهابية و«جبهة النصرة» ضدهم، مناشدين بضرورة التحرك العسكري من قبل القوات السورية في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن تركيا لها مصلحة كبيرة ببقاء مناطق محافظة إدلب تحت سيطرة إرهابيي«جبهة النصرة» لعدة أسباب، فإلى جانب الأسباب السياسية، هناك أسباب اقتصادية، إذ قالت المصادر ان بيانات التجارة الخارجية التركية تشير إلى تصدير سلع بنحو 1.6 مليار دولار إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، وهذا بالطبع يعني مناطق جبهة النصرة التي امتلأت بالبضائع التركية ذات المواصفات الرديئة.
وهذا يؤكد مجدداً الوضع المتناغم بين تركيا و«جبهة النصرة» الارهابية التي تعمل بشكل او بآخر لتطبيق اجندات انقرة في سورية سواء اقتصادياً او سياسياً او حتى بما يتعلق بما يسمى المنطقة الامنة المزعومة التي تسعى انقرة لتحقيقها وفقاً لأوهامها العثمانية.
تناغم ليس بعيداً عما يقوم به اردوغان في اللعب على كافة الحبال.. فأردوغان يتقلب بين «أضنة» والمنطقة الآمنة، وتطورات ملامح التفاهم الأميركي – التركي حول «المنطقة الأمنة» المزعومة في الشمال الشرقي، ستكون في الأيام المقبلة حاسمة للوصول إلى اتفاق نهائي بين واشنطن وأنقرة حول مصيرها.
ومن هنا فإن المساعي الروسية لضبط إيقاع التطورات في إدلب، يبدو أنها تسير على إيقاع منسق مع شركائها في سوتشي، في وقت ينتظر أن يلتئم شمل المتحاورين في 14 شباط في مدينة سوتشي الروسية، وفقاً لوكالة «إنترفاكس»، نقلاً عن الكرملين، حيث تأتي هذه القمة في الوقت الذي تشهد فيه الأزمة المفتعلة في سورية الكثير من الملفات الحساسة كملفي إدلب وشرق الفرات اللذين تنتظر تلك القمة للبت بأمرها.
وفيما تحاول الوصول اليه أميركا وحلفاؤها من اعطاء بارقة امل للإرهابيين المتواجدين في ادلب ودعمهم عبر إعادة انتاج مسرحيات الكيماوي الهوليودية والتحضير لعدوان جديد على سورية، بينت معلومات صحفية بأن مشيخة قطر تمول ما تسمى الخوذ البيضاء بمليوني دولار علناً.. لتبقى التوقعات تدور عن إمكانية إحداث مشاهد استفزازية كيماوية مفبركة في سورية.
ولطالما كان خيار الغرب الاستعماري وأميركا يكمن في استمرار الازمة داخل سورية واستخدام سيناريو «الهجوم الكيمياوي» البالي والمفبرك على محافظة ادلب السورية، ليشكل ذريعة تضمن لهؤلاء الخروج من المأزق.
الى دير الزور قامت واشنطن التي تقود ما يسمى «التحالف الدولي» بمنع قافلة مساعدات اغاثية مقدمة من الدولة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري من الوصول إلى الأهالي في ريف دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
على الصعيد الميداني تصدى الجيش العربي السوري لمحاولات تسلل على مواقعه من قبل إرهابيي «جبهة النصرة» في ريف إدلب الجنوبي، حيث نفذت ضربات صاروخية ضد مجموعة إرهابية تسللت من محيط قرية التح في ريف إدلب الجنوبي باتجاه المناطق والنقاط العسكرية التي تتواجد فيها القوات السورية واشتبكت معها بالأسلحة الرشاشة وردتها على أعقابها.
في سياق متصل، أفادت وكالة «سبوتنك» الروسية بأنه قبل محاولة التسلل هذه، وردت أنباء تشير إلى أن المجموعات الارهابية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى نقاط قريبة من القرى والبلدات التي تتواجد بها وحدات الجيش العربي السوري.
ويستمر إرهابيو «النصرة» بعمليات التسلل نحو مواقع الجيش القريبة من ريف إدلب، المنضوية ضمن اتفاق منطقة خفض التصعيد، وهذا يؤكد مجدداً بأن اردوغان يراوغ في كل ما يقوله ويعمل دائماً في مصلحة الارهاب.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 5-2-2019
الرقم: 16902