تدعم الأنظمة التي تنصاع لأوامرها.. غلوبال ريسيرش: أميركا تحاول استبدال الحكومات الديمقراطية بالاستبدادية
لا يخفى على أحد أن أميركا تتدخل في شؤون الدول خدمة لمصالحها، حيث تدعم الأنظمة الدكتاتورية بما يناسب توجهاتها وأهدافها، وتمارس غطرستها على الدول الممانعة لسياستها، بهدف تطويعها وإجبارها على ركوب موجتها، وفي هذا السياق تناول موقع غلوبال ريسيرش الكندي السياسة المتناقضة والمتباينة للولايات المتحدة، وذلك في مقال للكاتب جاكوب هورنبيرجر كيفية تعاطي واشنطن مع بعض الأنظمة الاستبدادية حول العالم وعلى رأسها السعودية.
وأوضح الموقع أن السعودية تمتلك نظاماً ديكتاتورياً وحشياً، ومع ذلك نرى أن أميركا تدعم ذاك النظام، دون أي قلق على المواطن السعودي الذي يعاني القمع الذي يمارسه نظام بني سعود في حقهم.
واستذكر الموقع أن أميركا ساعدت الشاه محمد رضا بهلوي بالوصول إلى السلطة، وقامت بتدريب مؤسسته الأمنية والوطنية على فنون التعذيب والطغيان والظلم، دون الالتفات إلى حرية الشعب الإيراني أو ما يحتاجه من عوامل مساعدة على المعيشة أو رفاهية، وذلك بعد أن قامت مؤسسة الأمن القومي الأميركية بتدمير الديمقراطية وإسقاط الحكومة آنذاك، واليوم تحاول واشنطن فرض حصارها الخانق على إيران في مسعى منها لإعادة الأمور إلى ماكانت عليه أيام الشاه عام 1953.
وفي غواتيمالا عام 1954، أطاحت المؤسسة الأميركية المذكورة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً من منصبه، ووضعت بدلاً منه سلسلة من الطغاة العسكريين الوحشيين، وقد ألقى الانقلاب الذي خضعت له أمريكا البلاد في حرب أهلية دامت ثلاثة عقود، أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص.
وفعلت كذلك في تشيلي عام 1973عندما دبرت مؤسسة الأمن القومي الأميركية الإطاحة بالرئيس سلفادور أليندي، واستبدلته بواحد من أكثر الديكتاتوريين العسكريين أوغستو بينوشيه، حيث شرع بينوشيه في تعذيب واغتصاب وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، بمن في ذلك أميريكيين بدعم كامل من تلك المؤسسة.
وأضاف الموقع أنه في كوبا وفي الخمسينات من القرن الماضي، دعمت واشنطن وتشاركت مع فولغينسيو باتيستا، والذي كان هو نفسه شريكاً في المافيا العالمية، ولم يكن هناك أي قلق على الإطلاق بالنسبة للشعب الكوبي، بما في ذلك الفتيات الصغيرات اللواتي تعرّضن للاختطاف من قبل المافيا، ومنذ أن أطاح الشعب الكوبي بـ «باتيستا» من السلطة من خلال ثورة عنيفة واستبدله بفيديل كاسترو، لم تتوقف مؤسسة الأمن القومي الأميركية عن محاولة الحصول على دكتاتور خاضع وممتد إلى السلطة في كوبا.
واختتم الموقع بالقول: إن عقلية أميركا التدخلية اليوم تجاه فنزويلا لا تختلف، وهي تعكس شيئين: الأول، فرض عقوبات أميركية على فنزويلا، عبر الاعتراف ببديل تتماهى سياسته مع سياسة واشنطن من خلال إنتاج ما يسمى ثورة عنيفة، حيث لا يهم ذلك المسؤولين الأميركيين، لأن المواطن الفنزويلي هو من سيدفع الثمن، كما حصل في بعض الدول التي تسعى أميركا لإسقاط حكوماتها، والإتيان بأخرى تنصاع للإرادة الغربية، حيث إن حرية ورفاهية المواطنين لا تثير أي قلق، وكل ما يهم هو طرد نظام مستقل ديمقراطي وشرعي، واستبداله بنظام دكتاتوري جديد متحمس وراغب في أن يكون شريكاً وحليفاً لأميركا.
وكالات- الثورة
التاريخ: الثلاثاء 5-2-2019
الرقم: 16902