نصف قرن بالتمام والكمال, يعني من هو الآن بعد الخمسين بقليل يذكر هذه المجلة التي رافقت الكثيرين منا, من استطاع إليها حينذاك سبيلا, على ان الوصول إلى المدينة لم يكن سهلا بالنسبة لأبناء الريف, وبالتالي كانت المجلة تصل إلينا متاخرة أسبوعا شهرا, المهم انها تصل, أول مرة يقع فيها بصري على هذه المجلة ربما كنت تجاوزت المرحلة الابتدائية, ولكننا تابعناها بشغف لأنها تحمل قصصا جميلة, وكما الحال احتفاء بأي مطبوعة كانت تصلنا, حتى تلك الأوراق التي كانت تلف بها الحلويات عند البائع, كانت صيدا ثمينا لنا, نقرأ ما تقع عليه العينان, فكيف إذا اكتمل المشهد بمجلة؟
اليوم تحتفي أسامة بعيدها الذهبي ويصدر عددها الخاص بهذه المناسبة عن الهيئة العامة السورية للكتاب, وهي مازالت الهيئة والمجلة بألق دائم, يعمل كوكبة من المبدعين على استمرار النبض وزهوه, وفي ذاكرة اسامة أسماء مهمة وكبيرة جدا, ثمة من سيتكلم عنها, وهو الاجدر بذلك, أسامة في عددها 789 تحتفي بمحطة من محطات نجاحها, وكلنا ثقة أنها قادرة على الاستمرارية والعطاء, وكم اشعر بالسرور والغبطة حين أراها بيد طفل, أو اسمع طفلا أو أبا يسأل المكتبة عن مجلة أسامة, ويبحث ليجدها, بكل الأحوال عن العدد الجديد من مجلة أسامة بعيدها الخمسين يمكن أن نقرأ ما كتبه رئيس تحريرها الشاعر قحطان بيرقدار, إذ كتب قائلا: «50 عاماً والشَّمسُ تُشرِقُ بيننا».
وفي هذهِ الـمناسبة، أعدَّ فريقُ عمل الـمجلّة، هذا العددَ الـخاصَّ الّذي يَضُـمُّ باقةً من القِصَصِ الـمُصوَّرةِ والقصائد لأبرز الأسماء التي رفدتْ المجلة بإبداعاتها كتابةً أو رسماً، وقد انتُقِيَتْ ممّا توافر من أرشيف المجلة القديم، لتَقِفُوا عبرَهـا في مَـحطّاتٍ عدَّة مِن رحلةِ العطاءِ الّتي لاتزالُ مُستـمرَّةً بكُـم ولكُـم.
الشُّكر الجزيل لكلّ مَنْ عملَ على إنجاز هذا العدد، وأسهمَ فيه: غلاف العدد: فكرة وتصميم رامز حاج حسين, إخراج هيثم الشيخ علي, وقصيدة الغلاف: قحطان بيرقدار.
«أسامة»
خَـمْـسُونَ ربيعاً، وأُسامَـهْ
مَعَـكُـمْ ما زالَ، ولـمْ يَرْحَلْ
مَعَـكُـمْ ما أحـلى أيّامَـهْ!
تَـمْـضي دَوْماً نَـحْوَ الأجْـمَلْ
خَـمْـسُونَ، وما زالتْ تَسْطَعْ
شَـمْـسٌ مِنْ بَينِ الصَّفَحاتِ
تَـهْدي، تَبْني، تُغْني، تَنْفَعْ
وتُضِيءُ الدَّرْبَ إلى الآتي
خَـمْـسُونَ، وأجـيالٌ تَرْقَى
في وَطَنٍ سيَظلُّ مَـنِيعـا
وأُسامةُ كانتْ، وستَبْـقى
ذاكِرَةَ الأجـيالِ جَـمِـيعا
والبَسْـمَةُ تَبْقَى مُرتَسِـمَهْ
فوُجُوهُ الذِّكْـرَى بَسَّامَهْ
باللَّونِ الزَّاهي والكَلِـمَهْ
قد سَكنَتْ في القلبِ أُسامَهْ
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905