على هامشٍ من قلق..

هل الوعي بالشيء يُفقد متعة الإحساس به.. ويقلل من القدرة على استكشاف مزاياه الحسنة وبالتالي يخفف من سعادة تحصيله..؟
حسب شوبنهاور فإن الألم يتأتّى من الوعي..
أيعني الأمر أنه كلما زاد مقدار وعينا زادت حساسيتنا تجاه الألم، أي زاد ألمنا..؟
الفيلسوف الإنكليزي ستيوارت ميل يقول: اسأل نفسك إن كنت سعيداً، وستجد أنك لم تعد سعيداً.. وهو ما يتماهى مع قول ذاك الروائي الذي تنبّه أن للسعادة بعضاً من طبيعة البزاقة ما إن نلمسها حتى تختفي.
ما هذه الطبيعة الماكرة التي تحتضن السعادة.. ولماذا يلازمها القلق من فقدانها..؟!
كيف يمكن لنا أن نحتال عليها بحيث تبقى حاضرة دون أن ترتجف خوفاً من فضح حضورها..؟
للبعض رأي حول أزمة «الوعي» تلك، التي لربما أصابت حياة المرء الفكرية، رأي يتلخص بأن ينحاز كل منّا لدائرة وجوده، أن يمتلك القدرة على خلق وجود ذاتي..
وعليه كلما زاد وعينا بوجود أنفسنا واقتربنا من ذاتية وجودنا أكثر، كلما أصبحنا قادرين على مسايرة قلق الحياة أكثر.. ومواجهته بحيرة أقل، وثقة أكبر.
بدوره شوبنهاور عالج وعيه القَلِق عبر الوعي بلحظات الجمال والفن.. احتال على «لحظات الوعي الملحّة» التي تنجب الألم، وقاومها بلحظات وعي جمالي وفنّي..
فلحظات الخلق الجمالي تلك، تمتلك وهجَ قوةٍ تفجّرُ داخلك كل احتمالٍ لبشاعة محيطة تعكّر صفو لحظتك.. ولو كانت قليلة وموجزة.. لكنها تحمل وتولّد طاقةً مشعّة تستمر لألفٍ من السنين..
بالنسبة لصاحب «المعرفة المرحة/ العلم الجذل» فإن مقياس الأمور يستلزم امتلاك وعي لتحصيل السعادة الحقيقية.. وبذات الوقت لا ينسى نيتشه التقليل من صرامة الحياة وعدم التعامل بجدية بكل المواقف.
في إحدى فقرات كتابه العلم الجذل يقول نيتشه: «… أريد أن أتعلم اعتبار الضرورة في الأشياء على أنها الجمال في ذاته: هكذا أصير واحداً ممن يرون الأشياء جميلة: حب القدر، فليكن ذلك من الآن فصاعداً حبي! لا أريد أن أحارب القبح!…لا أريد منذ اليوم، إلا أن أكون رجلا يقول (نعم)».
lamisali25@yahoo.com

 

لميس علي
التاريخ: الخميس 7-2-2019
الرقم: 16904

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو