إغلاق عشرات المحال وتنظيم مئات الضبوط.. الجمارك: محاولات إخفاء المواد.. وتهريب الفروج الفاسد والسمك النافق من تركيا مصيره الفشل

 

كشفت مصادر خاصة في المديرية العامة للجمارك لـ «الثورة» عن تسجيل عشرات الإغلاقات ومئات الضبوط بحق المحلات التجارية في مدينة دمشق تحديداً في مناطق المالكي وكفرسوسة والقصاع والطلياني وأبو رمانة والمزة والروضة والشعلان لوجود بضائع مهربة ذات منشأ أجنبي لديها.
وأكدت المصادر أن جميع المحاولات التي لجأ إليها بعض أصحاب المحال لجهة إغلاق محالهم التجارية منذ اليوم الأول لانطلاق الحملة الوطنية لمكافحة ظاهرة التهريب على امتداد المساحة الجغرافية السورية، وقيام البعض الأخر بإخفاء مواده المهربة في»المستودعات ـ الأقبية المظلة»، جميعها ستبوء بالفشل لأن عناصر المديرية الذين يعملون وفق خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف سيكونون لهؤلاء بالمرصاد لحظة فتح محالهم من جديد أو إعادة بضائعهم للتداول من جديد، متوهمين أن أسمائهم ومواقع محالهم أصبحوا بعيدين عن عين الرقابة الجركمية التي لن تقتصر آلية عملها على جولة أو زيارة واحدة للمحال التجارية وإنما ستكون دورية ومستمرة، وصولا إلى تحقيق شعار الحملة «إعلان سورية دولة خالية من المواد المهرّبة في مدى زمني أقصاه نهاية العام الجاري».
وأوضحت أن البضائع المضبوطة توزعت بين مواد غذائية ومستحضرات تجميل وألبسة وأحذية وسجاد وبلغت قيمة غراماتها نحو 115 مليون ليرة سورية.
مصادر المديرية نوهت أن المعلومات الواردة إليها تشير إلى وجود أغذية فاسدة معدّة للتصدير تهريباً من تركيا إلى سورية وهي مجهزة داخل مستودعات تجميع في بلدة سرمدا التابعة إدارياً لناحية الدانا منطقة حارم في محافظة ادلب، وهذه الأغذية الفاسدة عبارة عن لحوم الفروج والأسماك التركيّة الفاسدة. الجمارك.. أعداد هائلة من قطعان الفروج النافقة والتي لا تصلح للاستهلاك البشري تم تحضيرها وإعدادها لتوجيهها تهريبا إلى الأسواق السورية وطرحها في الأسواق المحلية بأسعار رخيصة جدا، بعد تزوير مدة الصلاحية وتجديده لمدى زمني طويل، مبينة أن سبب اللون المائل إلى الاحمرار في لحم الفروج التركي خصوصاً «الثفن» والذي يتحوّل فيما بعد إلى اللون الأحمر سببه بقاء الدم فيه، موضحة أنه ومع وضع «الثفن» في مادة الصودا المحلولة بالماء، يتحوّل اللون إلى وردي، وهذا سبب تفتت اللحم أثناء غسله و إعداده للطبخ.
وقالت المصادر أيضاً أن خطط المهربين لن تتوقف عند هذا الحد بل تشمل أيضاً الإعداد لتهريب الأسماك النافقة والمريضة والملوّثة من تركيا باتجاه السوق السورية وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل مع قادة المجموعات الإرهابية المسلحة الذين يتصدرون رأس قائمة المهرّبين.
ضمان حق الدولة
وأشارت أن التداعيات السلبية والخطرة لـ «الفروج الفاسد ـ الأسماك النافقة» على صحة وسلامة المواطن، هي عينها التي قد تصيب الاقتصاد الوطني والخزينة العامة للدولة لجهة النزيف الكبير في كفة الايرادات، وهي نفسها أيضاً التي ستسبب في خلق حالة من المزاحمة والمضاربة والمنافسة غير المشروعة والعادلة للمنتج الوطني السوري، وعليه ـ بحسب المصادر ـ جاء تحرك المديرية بكامل مفاصلها «مديرية مكافحة ـ ضابطة ـ أمانات» وبشكل جماعي باتجاه استئصال هذه الظاهرة المضرة اقتصادياً وتجارياً وصناعياً واجتماعياً وزراعياً …وبشكل تدريجي وبخطوات سريعة، لضمان حق الدولة في كل ليرة سورية، والمواطن في الحصول على المنتج الآمن والصحي، لا سلع مشبوهة غير معروفة بلد المنشأ أو المصدر.
هدف مشترك
ونوهت أن ضمان سرعة تحقيق الحملة لنتائجها الإيجابية موهون بمدى تجاوب وتعاون جميع الجهات العامة ذات الصلة، جنباً إلى جنب مع المواطن وذلك لجهة الأخبار عن أي محل أو مستودع أو مخزن تحتوي مواد مهربة، باعتبار أن الهدف مشترك والمصلحة عامة.
قرارات جريئة
ووصفت القرارات الحكومية الأخيرة إلغاء منح الموافقات والاستثناءات الخاصة بنقل المشتقات النفطية بين المحافظات وخاصة إلى القرى والبلدات المتاخمة للمناطق الساخنة، و إلغاء تجديد التراخيص للمعامل الواقعة في هذه المناطق وإدخال منتجاتها التي يجري التلاعب بمنشئها و إلصاق علامة المنشأ السوري بها تزويراً، و تشكيل لجان مركزية وقطاعية من غرف الصناعة ووزارات الزراعة والصناعة وحماية المستهلك ومديرية الجمارك العامة، لضبط وتحديد ماهيّة السلع الداخلة فيما إذا كانت سورية المنشأ فعلاً أم ذات منشأ مزيف، وضبط عملية تهريب السلع غير الخاضعة لمعايير الصحة والسلامة عبر المحافظات الحدودية مع هذه المناطق إلى الأسواق السورية، و منع تمرير أي سلعة من المناطق التي مازالت غير محررة تماماً من الإرهاب ، إلى المحافظات السورية باستثناء بعض المواد الغذائية الضرورية لا سيما الزراعية منها، وإلغاء كل البيانات الجمركية منتهية الصلاحية والتي تم منحها قبل تاريخ 8 \ 9 \ 2016 والتي يمكن استخدامها لادخال مواد غير مسموح استيرادها ، والتوجيه بتدقيق البيانات الجمركية المرتبطة بموافقات معرض دمشق الدولي التي تم منحها خلال الدورتين الماضيتين» بالجريئة جداً والصائبة والداعمة لعمل المديرية العامة للجمارك «الجمارك لحماية الاقتصاد الوطني».
هذا وتأتي هذه الاغلاقات والضبوط ضمن الحملة الشاملة والمستمرة التي تم إطلاقها مؤخرا بهدف مكافحة التهريب على المنافذ الحدودية وفي جميع المناطق داخل وخارج المدن وفي الأسواق التجارية.

 

خاص – الثورة:
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة