مماطلة الغرب لمواجهة العقوبات الأميركية ضد إيران، دفع بالأخيرة لوضع الحلول على الطاولة واستثمار هذه المماطلة تحسباً لـ»طوارئها»، ليكون تعزيز القدرة الدفاعية والاقتصادية والنووية العنصر الأقوى والورقة الحاسمة لأي تخلف عن الإيفاء بالالتزام الذي تم الاتفاق عليه.
وبصلب ذلك أعلن مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للشؤون الدولية بهروز كمالوندي أن إيران باتت جاهزة لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 190 ألف وحدة فصل.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن كمالوندي قوله أمس: إنه إذا اقتضى الأمر فإن الظروف مهيأة لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3 إلى 20% ، مضيفاً، إنه نظراً لعدم إيفاء دول الخمسة زائد واحد بالتزاماتها بخصوص الاتفاق النووي تم اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة تصميم مفاعل أراك من أجل مواصلة أنشطته إذا اقتضت الضرورة.
وأوضح أنه ستتم إزاحة الستار عن أحدث الإنجازات النووية للبلاد في الـ 9 من نيسان القادم حيث يكون إنتاج «الأوكسيجن 18» بشكل مكثف أحد أهم هذه الإنجازات، معتبرا أن ذلك يمثل قفزة كبيرة في مجال علم الكيمياء الذرية في البلاد وخصوصا أنه بإمكان خمس دول في العالم فقط إنتاج «الأوكسيجن 18».
وحول المؤتمر الذي تعتزم أميركا تنظيمه في بولندا يومي الـ 13 و14 الجاري ضد إيران، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن اجتماع وارسو الذي تخطط الولايات المتحدة لعقده في وارسو بعد أيام فشل قبل انعقاده لافتا إلى تراجع الولايات المتحدة عن مواقفها المناهضة لإيران في سياق الاجتماع.
ونقلت «إرنا» عن ظريف قوله: إن الأميركيين قاموا بالكثير من العمل لعقد اجتماع ضد إيران في بولندا لكنهم انسحبوا من مواقفهم بعدما غيروا عنوان اجتماع وارسو وذكروا أن طهران ليست موضوع الاجتماع، مشيرا إلى أن جميع المؤشرات تظهر أنهم لم يحققوا أهدافهم الأولية وتحركاتهم من هذا الاجتماع، مبيناً أن الاجتماع لن يعقد بالشكل الذي أرادت له واشنطن.. وهي الآن تحاول التعويض عن الأجواء التي تشكلت ضدها.
ومؤخراً اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المؤتمر يعبر عن اليأس السياسي لواشنطن وأنه مصيره الفشل.
الرد الشعبي الإيراني حول قدرات بلده النووية يأتي بدوره مساندا للحكومة ويظهر أقوى مما روج له الغرب، بعد أن كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس عن تأييد أغلبية الإيرانيين الساحقة لبرنامجي بلادهم الصاروخي والنووي خلافاً لحملات الدول الغربية التضليلية التي تروّج معلومات عن تذمر شعبي بهذا الصدد.
والاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «ايران بل» التي تتخذ من كندا مقرا لها وجامعة ميريلاند الأميركية ونقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية أوضح أن 90% من الإيرانيين أيدوا برنامج بلادهم النووي السلمي و96% أيدوا البرنامج الصاروخي.
كما بين أن 90% ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا أن استمرار التقدم بالبرنامج النووي يشكل أمرا ضروريا ومهما على الرغم من محاولة وسائل الإعلام والحكومات الغربية إظهار أن البرنامج النووي الإيراني هو السبب في جميع المشكلات الاقتصادية في ايران.
والاستطلاع شمل 1017 شخصا من 7 فئات سكانية من مختلف أنحاء إيران وأجري عبر الاتصال الهاتفي خلال الفترة من الـ 4 إلى الـ 12 من كانون الأول الماضي.
وكالات-الثورة
التاريخ: الأثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906