مشروعا قرارين روسي وأميركي متعارضين في مجلس الأمن…واشنطن تصعّد.. ومادورو ينشر قوات خاصة على حدود كولومبيا
على وقع التهديدات الأميركية المتصاعدة، ووسط الأزمة السياسية التي تشعل الدول الحليفة لأميركا فتيلها، أمر الرئيس نيكولاس مادورو أمس بنشر المئات من عناصر القوات الخاصة عند الحدود مع كولومبيا.
وبحسب موقع روسيا اليوم فإن وحدات من القوات الخاصة في الجيش الفنزويلي وصلت مقاطعة تاتشيرا الحدودية تلبية لأوامر صادرة من الرئيس مادورو، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء العسكريين يتجاوز 700 شخص.
ونقلت وسائل إعلام مؤخرا عن مصادر فنزويلية معارضة قولها: إن الجيش قطع جسرا عند الحدود مع كولومبيا لمنع إدخال المساعدات الإنسانية الدولية إلى فنزويلا، علما أن تلك المساعدات كانت تحمل كميات كبيرة من الأسلحة متوجهة للمتمردين الذين تحرضهم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانقلاب ضد السلطة الشرعية في فنزويلا.
ورفض مادورو قبول المساعدات الدولية معتبرا إياها ذريعة لبدء تدخل عسكري تقوده الولايات المتحدة في بلاده، وقال: يريدون إرسال شاحنتين صغيرتين فيها أربعة قدور، فنزويلا ليست بحاجة إلى صدقة. إذا أرادوا المساعدة، فليضعوا حدا للحصار والعقوبات.
في الأثناء، وردا على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، أعدت روسيا مشروع قرار خاص بها للمجلس بشأن فنزويلا، تنديداً بالتدخل بالشؤون الداخلية لفنزويلا وبالتهديدات باستخدام القوة ضد الأخيرة، ويدعو لاحترام سيادة فنزويلا واستقلالها.
وينص مشروع القرار الروسي على أن مجلس الأمن يبدي قلقه إزاء «التهديدات باستخدام القوة ضد سلامة أراضي فنزويلا واستقلالها السياسي، ويندّد أيضاً بـمحاولات التدخّل في مسائل تتعلق أساساً بالشؤون الداخلية لهذا البلد».
ويدعو النص الروسي أيضا إلى حل الوضع الراهن عبر وسائل سلمية، ويؤكّد دعم مجلس الأمن لكل المبادرات الرامية إلى إيجاد حلّ سياسي بين الفنزويليين، بما في ذلك آلية «مونتيفيديو» على أساس حوار وطني.
وكانت أميركا طرحت على مجلس الأمن مشروع قرار يؤكد موقفها التدخلي الفاضح بشأن فنزويلا، ويمنح تأييدا كاملا لزعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو في محاولته الانقلابية على السلطة الشرعية، ويتضمن كذلك تهديد باستخدام القوة. كما يطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحسب النص الأمريكي، «استخدام مساعيه للمساعدة في ضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية». ولكنّ واشنطن لم تعلن حتى الساعة متى ستطلب إحالة مشروع القرار هذا إلى التصويت، وهي تواصل مشاوراتها بشأنه مع بقية أعضاء المجلس، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي.
وبحسب مصدر دبلوماسي آخر فإنّ روسيا، التي تدعم السلطات الشرعية المنتخبة وتؤيد الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، لن تتوانى عن استخدام حق النقض «الفيتو» لمنع صدور أي قرار يطعن بشرعية الرئيس الفنزويلي الحالي ويدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا. وقالت مصادر دبلوماسية عديدة إنّ موسكو قدّمت الجمعة «نصّاً بديلاً» لمشروع القرار الأمريكي.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906