يصل أحمد الى المدرسة متهالكا من التعب، يغفو كلما اتكأ برأسه على طرف مقعده، وعندما تقترب منه المعلمة وتستفسر عن السبب تكتشف أنه لم يتناول فطوره الصباحي،لعدم توفر الطعام في منزله .
ربما أحمد ليس الطفل الوحيد الذي يمنعه فقر حال والديه من طعام الإفطار وربما حظه أفضل لأن غيره منعه أهله من الذهاب أصلا الى المدرسة لضيق ذات اليد.
والسؤال هل حالة الأطفال أمثال أحمد كثيرة وما نسبتها؟ لا نعرف، فلا إحصاءات جديدة بين أيدينا عن الفقر ومدى انتشاره، لكن المؤشرات واضحة جلية لاتحتاج إلى رؤية انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار المستمر، وخسارة البيوت والممتلكات بسبب الحرب.
والسؤال الآخر ماالذي يعاني منه أحمد وغيره بسبب الفقر غير الجوع والنعس، وهل بيئة أسرته ومحيطه تأثيرهما عادي على نموه النفسي والسلوكي؟
وهنا يمكن السؤال أيضا، هل للمدرسة دور لمساعدة الأطفال من تبعات الحرمان، والتقليل من آثار التفاوت الدراسي؟ خاصة وأن المعلمين والمعلمات يملكون المزيد من الملاحظات عن طلابهم وطالباتهم، والجواب نعم.
قد يستغرب البعض مطالبة المدرسة بهذا التوقيت وبهذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بالاهتمام بهذه الشريحة من الأطفال، لكن نقول إن المدرسة والمعلم والمعلمة أصحاب الضمير الحي يمكنهما تقديم الكثير حتى دون خطط وسياسات،ولا بد من تعاون الجميع لتخفيف آثار الحرمان على الأطفال.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 12-2-2019
الرقم: 16907