ربما كان التعلق بأهداب الإشراقات إحدى المبررات التي تتخذها رياضتنا لتثبت أنها ما زالت على قيد الحياة، وعروقها تنبض!! وتتستر الرياضة ببعض الطفرات التي تحققها في فترات متباعدة زمنياً، وتتخذ من الومضات التي تشرق هنا أو هناك دليلاً على قدرتها على تحدي الصعاب وتدجين المستحيل، والذهاب أبعد من ذلك حين تقنع نفسها ومتابعيها بصوابية نهجها وسداد تفكيرها، وأن ما يبعدها عن التألق والارتقاء لا يخرج من عباءة شح الموارد ومحدودية الإمكانات المادية؟!
لا شك في أن ضيق ذات اليد والعوز يضعان رياضتنا بين سندان الواقع ومطرقة التطلعات، وينأيان بها عن سيرورة التطور والنهوض، ويرميان بها في بوتقة المشاركات الخجولة من أجل المشاركة بعينها، وليس بغية المنافسة وملامسة الألقاب ونيل الميداليات ومحاكاة التجارب الناجحة، ولكن هل تعاني رياضتنا من هذا الداء فحسب؟! وهل الأعراض التي تظهر عليها نتيجة لإصابتها بهذا المرض فقط؟! وإن شاء لها القدر وأذن بشفائها وفتحت أبواب السماء وتدفقت الأموال من كل حدب وصوب، وحافظت على منطلقاتها وأفكارها ورؤاها القريبة والبعيدة، فهل تلحق بالركب العالمي وتتبوأ منزلة مرموقة على قائمة الرياضة العالمية؟!
تحميل الظروف والشكوى المزمنة من الحاجة حق لا يراد به حق، وخصوصاً في ظل الخطوات الوئيدة باتجاه البحث عن مصادر تمويل، وعدم استثمار الإمكانات الموجودة بالشكل الأمثل؟! وعليه فإن رياضتنا مرشحة بقوة للبقاء في دائرتها الضيقة المغلقة، تدور فيها تهجو الظلمة ولا تنير شمعة واحدة.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911