خطوة متقدمة أنجزتها كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق مؤخراً باتجاه تعزيز مبدأ ربط الجامعة بالمجتمع والمساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر الاستفادة من مخرجات التعليم العالي والكفاءات العلمية في تطوير القطاع الصناعي..
وتمثلت هذه الخطوة بتوفير اللقاء ما بين الطلاب الخريجين وما بين جهات من القطاع الخاص بهدف إيجاد صيغة تفاهم وتعاون بين الطرفين لتطوير وابتكار خطوط الإنتاج والآلات التي يحتاجها الصناعي في منشأته في مختلف مجالات التصنيع، وكانت البداية مع قطاع النسيج..
ولأن الرغبة موجودة لدى الطرفين فقد أثمر هذا اللقاء عن أولى خطوات التعاون من خلال التنسيق لتطوير آلات وبما يلبي الحاجة المطلوبة منها، بحيث تكون بديلاً عن الآلات المستوردة وتعطي الأداء نفسه وبالكفاءة نفسها وبذلك تتحقق الفائدة لدى الطرفين بحيث يستغني الصناعي عن استيراد الآلة من الخارج، ويحصل عليها بتكلفة أقل بكثير وبوقت أقصر متخففاً من إجراءات الاستيراد وأعبائه وشجونه، وبنفس الوقت يكون الطالب قد طبق ما تعلمه بشكل عملي وحصل على دخل مناسب يؤمن له نفقات المعيشة..
مثل هذه الخطوة تؤكد أن لدى سورية الطاقات والموارد البشرية اللازمة لتطوير مختلف مناحي العمل وهي فقط تحتاج الفرصة المناسبة لإطلاق قدراتها وإمكانياتها العلمية والعملية، واليوم وفي ظل الحصار الاقتصادي والحظر الجائر المطبق على سورية من قبل دول العدوان الغربي، يجب أن يكون خيارنا الوحيد هو الاعتماد على الذات وعلى الإمكانيات والكفاءات المحلية في كل المجالات.
ولعل السير في هذا الاتجاه بخطوات مدروسة سيؤدي إلى تشغيل العديد من خطوط الإنتاج والمعامل المتوقفة بسبب عدم توافر قطع التبديل لأن آلاتها ذات منشأ غربي وتُصَنّع في دول هي نفسها تَفرِضُ علينا حظراً وحصاراً جائرين..
وبالاعتماد على الكوادر المحلية تكون الفرصة قد تهيأت للتخلص من تحكم دول المنشأ في توريد الآلات وقطع التبديل وتوفرت فرص عمل للشباب من أصحاب الكفاءات العلمية والعملية وبالتالي وقف النزيف الحاصل في الخبرات والكفاءات العلمية المحلية.
حديث الناس
محمود ديبو
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911

السابق
التالي