عندما ترتفع أسعار العقارات لتصبح أكبر من حلم الشريحة الأكبر من السوريين وليس من المبالغة أن نقول بأنه وقياساً مع الدخل فالمواطن الموظف يحتاج إلى 150 عاماً ليحصل على منزل في المناطق المنظمة أي أن جميع هؤلاء ستدركه المنية قبل أن يحقق حلمه!
ولذلك لم يكن السكن العشوائي خياراً بل كان حكماً قاسياً على فقراء هجروا قراهم نتيجة نفاذها من الفرص، وأتوا إلى المدن بحثاً عن لقمة الخبز..
المزة (86) تحتل اليوم حديث الناس وتتصدر صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن ليس لأهميتها بل لأنها تشكل خطراً على سكانها..
تتلاحق الكوارث في تلك المنطقة المكتظة (بالدراويش)
بناء تلو الآخر يهدد حياة ساكنيه المصرين على البقاء فيه حتى النفس الآخير، فلا مكان سيلمهم بعد الآن..
عندما يفرض الوضع نفسه كواقع لا بد من التعامل معه بكل الوسائل وإيجاد الحلول حفاظاً على حياة البشر ريثما تضع الدولة خطة لتنظيم مناطق (المخالفات).
مصادر مسؤولة تقول إن تنظيم العشوائيات يحتاج إلى عقود
إذاً لا حلول جذرية تلوح في الأفق، وعليه لا بد من حل إسعافي وهو تفريغ هذه المنطقة عن طريق إزالة بعض هذه الأبنية الآيلة للسقوط وتوسيع بعض الشوارع وبناء الجدران الاستنادية والأدراج وبذلك نكون قد تقدمنا خطوة تمنع حدوث كوارث قادمة..
الخطوة الأهم هي تشكيل لجنة من خبراء ومهندسين للكشف على كل الأبنية بأسرع وقت ممكن فالمزة (86) تحتضن مئات الآلاف من مختلف المناطق السورية..
أروقة محلية
رسام محمد
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911