واشنطن تبتز حلفاءها مجدداً من بوابة فزاعة داعش!… «ميونخ» يتحول إلى منصة هجوم أوروبي على ترامب وسياساته
وسط انشغال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكيفية إنقاذ من تبقى من وكلائها الإرهابيين من تنظيم داعش الذين انتهى دورهم الإجرامي بحق السوريين، عبر الضغط على أدواته من الدول الأوروبية كي تستعيد كل دولة مرتزقتها، طغى حجم التصدعات والمواقف المتباينة بين أوروبا والولايات المتحدة بشكل واضح على مؤتمر ميونخ السنوي للأمن الذي أسدل الستار على دورته الـ55، والتي استمرت لثلاثة أيام.
وقد شنت الدول الأوروبية التي شاركت في المؤتمر هجوماً واسعاً على ترامب وسياساته الخارجية التي أثارت على مدى العامين الماضيين أزمات دبلوماسية عدة بين ضفتي المحيط الأطلسي، وتحول المؤتمر طوال أيامه الثلاثة إلى منصة لمواجهة مواقف ترامب وقراراته التي تثير على نحو متزايد موجة من الانتقادات والاستياء سواء في الأوساط الأمريكية أم الأوروبية فما كان من قادة أوروبا وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلا استغلال فرصة المؤتمر للتنفيس عن مكنوناتهم جراء سياسة ترامب الخارجية التي اعتبروها معادية لحلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي.
ميركل التي عادة ما تكون بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية «حذرة من استفزاز ترامب» قادت الهجوم الذي شارك فيه منافسون ديمقراطيون محتملون للرئيس الأمريكي إضافة إلى أعضاء من حزبه الجمهوري وانتقدت ميل إدارته إلى التعامل مع حلفائها كخصوم.
الصحيفة الأمريكية وصفت الانتقادات الموجهة إلى ترامب خلال المؤتمر بأنها «تنفيس»عن حالة الغضب بعد أن أدى سلوك ترامب العدائي على مدار عامين إلى تراكم الشكاوى من قبل الأوروبيين في ظل الافتقار لحلول موضوعية تعالج هذا السلوك.
ووجهت ميركل انتقادات عديدة لسياسات ترامب بما فيها توجه إدارته لاعتبار عمليات استيراد السيارات الأوروبية «تشكل تهديداً للأمن الأمريكي» وهي خطوة وصفتها بأنها أمر «يثير الرعب» فيما أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمام مؤتمر ميونخ رفض بلاده الدعوة الأمريكية للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران لافتاً إلى أهميته بالنسبة لجميع الأطراف المعنية.
واشنطن بوست اعتبرت أن خطاب ميركل والترحيب الحار الذي حظي به في المؤتمر يؤكد مدى ابتعاد الولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين خلال ولاية ترامب وكيف أن الأوروبيين لم يعودوا يأبهون كثيرا بإخفاء ازدرائهم.
إلى ذلك وجه ترامب تهديدات صريحة وواضحة لحلفائه في أوروبا متوعداً بإطلاق سراح من تبقى من إرهابيي تنظيم داعش الأوروبيين في حال رفضت بلدانهم الأصلية استقبالهم.. فاضحا بذلك حجم التواطؤ والترابط بين التنظيم الإرهابي وواشنطن واستخدام الأخيرة للإرهاب أداة في أجنداتها وبرامجها للهيمنة.
تهديد ترامب للاوروبيين جاء في تغريدة على موقع تويتر قال فيها بحسب صحيفة ذا صن البريطانية: نطالب بريطانيا وفرنسا والمانيا ودولا أوروبية أخرى بإعادة أكثر من 800 عنصر من داعش يحملون جنسيات أوروبية اعتقلوا في سورية.
وأضاف ترامب بلهجة تحذيرية واضحة في تغريدته «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مقاتلي داعش يتغلغلون في أوروبا في حال الإفراج عنهم، معتبرا أن بلاده فعلت الكثير وأنفقت الكثير وحان الوقت ليقوم غيرها بعمله.
وسرعت إدارة ترامب في الأسابيع القليلة الماضية خططها لمساعدة وكلائها الإرهابيين بحجة إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية حيث أعلن مسؤول أمريكي قبل أيام استعداد واشنطن للمشاركة في عمليات تهريب فلول الإرهابيين ممن يحملون جنسيات أجنبية مع عائلاتهم شريطة الإسراع في ذلك ولا سيما بعد أن كشف مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الجيش الأمريكي سيسحب جزءاً كبيراً من قواته الموجودة في سورية بشكل غير قانوني بحلول منتصف آذار وبشكل كامل في نهاية نيسان المقبلين.
وأمام الضغوط الأمريكية المتواصلة وجدت دول أوروبية كثيرة نفسها أمام مخاوف أمنية متجددة خشية ارتداد الإرهاب الذي دعمته ووفرت له غطاء سياسيا في السنوات السابقة إلى عقر دارها بعد تجاهلها تحذيرات سورية المتكررة من الوصول إلى هذه المرحلة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 18-2-2019
رقم العدد : 16912