الحبِّ يمجّدُ النبالة وأناشيدها من خلال ذكره الآتي.. ويُمجدُ ذكره إذ ما قيل: ما أجمل أن نرى الحبّ كالضياء يُغرق كُلّ ما فينا!
ما أجمل أن تنسابُ فرحة أودمعة الحبّ من مآقينا !
ويُنثر على الدروب زهر نواره والأنوارُ, ورحيق الحب يصبح كنبع لا يحدُّ مجده ولا تجفُّ له أغوار..
في عيد الحبّ يتهامسُ العشاق وتختصرُ الأشعار..
إذ يصرخُ من يقول «إننا نمجّدُ الحياة لأجل من نحبهم.. وهل يوجد أجمل من عطر ودّهم ورحيق أزهارهم»..
إننا نمجّدُ قصائد وكلمات إذ نراها «تُلقي السلام عليك أيّها الحبّ..
«تُلقي» وتسألُ الرّوح هل من وشاحٍ لنا يقترب منا.. يقترب هو, وملاكه ونسمومن خلال نسائمه.. إذ نكتبه شعراً, و بلسماً يداوي بعض الجراح, يداوي وحشة القلوب إذ باتت تسألُ: أين أنتَ أيّها الحبّ؟
أين مجدك وعلياء الاسم التي ترتقي الذوات من خلاله؟
أين مُتممات النور أونورك, أيهطلُ علينا قصة عشق بين حبيبين؟
أيهطل حكاية تشبه ذاك الطفل الذي يبحثُ عن خبز الحبِّ في هذا العالم؟
يبحث عن قنديلٍ غير خافت الأنوار, زيته نهرُ رقراق المحبة يجري بين الأفئدة وكأنه شعاع الفجر الذي يُغرم به «معظم العشاق».. يُغرم به معظم المجروحين, «مجروحون الأرض» وكلٍّ يسأل عن الحبِّ بلغته الخاصة..
يسأل عن تينه وزيتونه وشمس سنينه وطور قمره..
يسألُ عن لغاتٍ لا تشبه إلاّ شموخ الكلمات..
لا تشبه إلاّ سِفر العشاق القديم والجديد, وتلك المقولة التي تقول: نريدُ أن يرتاح الحبّ وأعياده عندنا, أن يُعربشُ كالياسمين, يعربش ُ كفلسفات الأعنابِ بكأسٍ من المودّة تنسابُ بها فرحة الحب العظيم التي تشبه فيما تشبه فرحة الأبوين إذا طفلهما مشى.. وغصنٍ من المودّة إذ عصفت به الريح وما لوى.. وبقي الصوت ُ ينادي: ألا أيّها الحبّ.. يا قصيدة تجوع كُلّ الأحرف إلى ضيائها, تجوع إلى منافذ الضّوء الشهي الذي يُسكب لها, ولأجلها تُقام كل الطقوس.. الجميلة و نتمنى أن يُعجن الحبّ أرغفة وقتها..
ويمرُّ بيده عليها أويمسح عذابات بعض العشاق, وبعض من يرى الحبّ, قنديلا قديما قدم كل الأزمان, رسالته ما زالت متوهّجة الشعاع, متوهّجة العطر بين المساكب تبحث عن عظمة الرجاء, «رجاء الحبّ» وهل أجمل من أن تورق شجيرات الأزمان ببعض قناديله, ونسائمه تلفح وجوهنا في بلاغة القول وفصاحته.. تلفح الوجوه, فتصبحُ مُخضّبة بعطر الحبّ, وبترانيم هاطلة المحبة تختصر كل عناوينه, وتُضيء كل دروبه وتجعلها أجمل, تجعل قمحه مُقدّس الأعياد, مُقدّس الأجفان..
دمعه يُشبه ترياق ما «ترياق الحياة أوترياق العشاق»..
ترياق الحب الذي نريد أن نشرب منه, أن نذوب ولهاً في جمال لغاته, فالحبِّ بحر لا محدود, ورده ذوعطر يُضيء, يمنحها دفء المعنى والنّور..
يسامرها حبيبان يريد كل ّ منهما أن يبحث عن حرفٍ يهرب من أبجدية الحبّ العظيمة, وتذكار وردها الأول.. تذكار طوارق ليلها ونهارها..
إن بحث الليل عن أحبابه, وسرّ ملتقاهم في مجلدات تُخلّد «ذكرى وتذكار العاشقين» تُخلّدُ قصاصات قد تكون ورقية الشجون, فالحبّ هوخبز الآمال, هو مجد القصائد التي تهبُ دفء النّور والسكينة, والرّيح التي تهبّ «روح الحياة» وتوهج لها نور المعنى, هو وردة الأزليّة والأبدية بين العشاق..
هوذاك الملاك الذي يسموبالقلوب «وبالذوات الراقية» التي تؤمن به..
هوتلك الدمعة التي تنهمر من المآقي الصادقة, والتي تُسمى «دمعة الحبّ العظيم»..
منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 19-2-2019
رقم العدد : 16913
التالي