يتداول الأوروبيون هذه الأيام بقوة ما فرضه عليهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص ضرورة استعادتهم لإرهابييهم الدواعش من سورية، بعد أن انتهى دورهم الوظيفي، ويأتي ذلك بعد أن هدد راعي الإرهاب الكبير وحاميه ترامب بإطلاق سراح إرهابيي تنظيم داعش المحتجزين لديه في مقرات مليشياته الانفصالية في شمال شرق البلاد، وفي مناطق أخرى خارج سورية لا يعرفها إلا الجانب الأميركي.
وتداعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع في بروكسل على وجه السرعة سيطرت عليه أجواء من التوتر الشديد بسبب التخوف من محاكمة الإرهابيين الأوروبيين في أوطانهم.
وذكر موقع روسيا اليوم الروسي أن وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل أكدت أن مجلس الشؤون الخارجية الأوروبية وافق على حق كل دولة أوروبية في اتخاذ قرارها بشأن استقبال المئات من إرهابيي داعش المقبوض عليهم في سورية.
ودعا الرئيس الأميركي في تغريدة في وقت سابق هذا الأسبوع الدول الأوروبية وخصوصاً بريطانيا إلى استقبال مواطنيها الإرهابيين المعتقلين في سورية ومحاكمتهم فيها، محذراً من أن الولايات المتحدة قد تضطر للإفراج عنهم.
وتبدي الدول الغربية إجمالاً تردداً إزاء ذلك خوفاً من رد فعل سلبي من الرأي العام فيها، حيث ينتمي إرهابيي تنظيم داعش إلى ما يقارب مئة دولة من جميع أنحاء العالم.
وفي لندن تدرس الحكومة البريطانية إمكانية العودة إلى قانون عمره 650 عاماً للتعامل مع إرهابييها العائدين من سورية.
ونشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية تقريراً لبيل غاردنر بعنوان «بريطانيا قد تلجأ إلى قانون عمره 650 عاماً لمنع عودة الإرهابيين أكد فيه أن قانوناً قديماً جداً يتعلق بالخيانة العظمى قد يعاد صياغته مجدداً ليسهل على المدعين العامين محاكمة الإرهابيين العائدين، وذلك نقلاً عن وزير الداخلية البريطاني ساجيد جافيد.
وتأتي هذه الخطوة السابقة وسط قلق ومخاوف من عدم التمكن من محاسبة الإرهابيين وزوجاتهم لدى عودتهم إلى بريطانيا.
وأضاف التقرير أن الوزراء يدرسون عدة طرق لمنع عودة شاميما بيغوم الطالبة البريطانية السابقة التي فرت للانضمام لداعش في سورية، مشيراً إلى أنها أنجبت طفلها مؤخراً وتريد العودة به ليعيش في بريطانيا.
وبحسب التقرير فإن شاميما ذكرت في أحدث مقابلة لها إنها مستعدة لدخول السجن لدى عودتها إلى بريطانيا، إلا أنها تريد الحصول على تأكيدات بالسماح لطفلها بالعودة معها إلى بريطانيا.
ونقل كاتب المقال عن الوزير جافيد قوله: إنه سيفعل كل ما بوسعه لمنع عودة أولئك الذين يكرهون بريطانيا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وقد أعرب الكثير من نواب البرلمان عن قلقهم بشأن القوانين الحالية إذ إنه لم يتم محاكمة سوى 40 إرهابياً من أصل 360 عادوا إلى بريطانيا حتى الآن.
وقال رئيس اللجنة المختارة لإعادة تفعيل القانون الخاص بالخيانة العظمى جوليان لويس مستنداً إلى مقال نشره البروفسور في جامعة أكسفورد ريتشارد إيكنز الذي أكد أن القوانين الحالية فشلت في التعامل مع أولئك الذين يختارون التعامل مع أعداء دولتهم.
إلى ذلك كشف المكتب الاتحادي لحماية الدستور ومكافحة الارهاب في النمسا عن أن ما يقارب المئة نمساوي يقاتلون مع التنظيمات الإرهابية خارج البلاد.
وذكرت صحيفة كرونه النمساوية أنه وفقاً للمكتب فان من بين هؤلاء شابة من فيينا انضمت إلى تنظيم داعش قبل أربع سنوات.
وأشار المكتب الى أنه في بداية العام الحالي تم منع نحو 60 شخصاً من مغادرة البلاد بعد الكشف عن نيتهم التوجه الى مناطق النزاعات.
وتشهد الدول الغربية حالة من الاستنفار الأمني خوفاً من ارتداد الإرهاب الذي دعمته وتغاضت عن جرائمه في سورية إلى أراضيها، وخاصة بعد الهجمات والاعتداءات المتكررة التي شهدتها بعض هذه الدول.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 20-2-2019
رقم العدد : 16914