ثورة أون لاين-ديب علي حسن:
تشغل الإدارة الأميركية نفسها بآلاف القضايا التي لايعرف أحد إلى أين تقود العالم كله , تارة تنسحب من هذه المعاهدة , أو تلك , تشعل الحرائق هنا وهناك , وتمضي توزع شهادات حسن السلوك على هذا الجزء من العالم أو ذاك , من يمضي في ركبها ومعها , ينفذ ما يملى عليه , هو النزيه والديمقراطي , ومهما كانت فظائعه فلن تراها , حرب على اليمن , وجرائم الكيان الصهيوني , وغير ذلك كثير .
في سلسلة ما ترتكبه بحق العالم من جرائم ستقود إلى كوارث محققة , إذ لم يتم السيطرة عليها, وربما من حسن حظ العالم أن الطرف الآخر الذي تحاول الولايات المتحدة كسر دوره , يمضي بحكمة واقتدار إلى معالجة الأمور الاستراتجية التي تنسحب منها الإدارة الأميركية , معاهدات الحد من الكثير من الأسلحة , الانسحاب منها , والعمل على توتير الأجواء العالمية , وكأنها لاتبقى قوية إلا بالمزيد من السلاح الفتاك .
الرئيس الروسي بوتين , يعلن بثقة أنه ليس في العقيدة القتالية الروسية التوجه نحو ضربات نووية استباقية , واستخدام السلاح النووي , ولن تكون البادئة بذلك , ولكنها تعلن أنه من حقها الدفاع عن نفسها , ونشر أسلحة دفاعية لمواجهة أي خطر من الجوار الذي تستخدمه الولايات ضد روسيا .
السلاح الأميركي هو الخطر المحدق بالعالم كله , ولاسيما إن سباق تسلح تعمل على إطلاقه , تعيد ما كان منتصف ثمانينات القرن الماضي , والغاية منه إرهاق روسيا اقتصاديا , ودفعها إلى المزيد من الإنفاق على التسلح , وبالتالي الوصول إلى نقطة تظن الإدارة الأميركية أنها سوف تؤتي نتائج ما حدث مع انهيار الاتحاد السوفييتي , ولكن فاتها أن إعادة بناء روسيا وعقيدتها القتالية وتطوير أسلحتها الدفاعية , يلحظ هذه الخطة ولن تؤتي ثمارها .