رحل في الثالث والعشرين من الشهر الماضي الفنان والموسيقي الشاب إياد عثمان عن عمر (34) سنة ، رحل بصمت تاركاً وجعاً وألماً في قلوب كل من عرفه أو سمع موسيقاه وعزفه، عازف البزق الذي لامست موسيقاه الروح ، كان يضج حباً وشغفاً وألقاً ترجل باكراً تاركاً وراءه غصة وجرحاً صعب الاندمال، حيث تعرض لأزمة صحية حاول مقاومتها ولكن الموت الجسدي كان الأقوى ، كان يحمل الكثير من الطموحات التي لا تنتهي خاصة في مجال آلة البزق ، ولكن لم تسعفه الحياة ليترجم كل ما حلم به.
الموسيقي الراحل من مواليد (جرابلس 1984) ، ووفقاً لما جاء في موقع وزارة الثقافة في الفيسبوك ، فقد كان مؤلفاً وموزعاً موسيقياً للعديد من الأعمال الموسيقية الآلية والغنائية الإفرادية والأوركسترالية التي قدمت من خلال العديد من الفرق السورية والعربية والعالمية، هو عازف بزق صولو في (الفرقة السمفونية السورية ,الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية ,أوركسترا أورفيوس, الفرقة الفيلهارمونية السورية) وفرق سورية أخرى. ويعتبر من الموزعين للموسيقيين السوريين الذين ابتدعوا أسلوبا خاصا في التوزيع الموسيقي ساهم في رسم ملامح جديدة ومعاصرة للموسيقا السورية خصوصاً و العربية عموماً ، يحمل إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا بدمشق اختصاص بزق 2008 ، مُدرّس لآلة البزق ، شارك في العديد من ورشات العمل والمهرجانات ، وله العديد من المشاركات في أعمال الموسيقى التصويرية السينمائية والدرامية والمسرحية.
ما أشد الحزن الذي يكتنف النفوس عندما يترجل مبدعون عُرفوا بأصالة فنهم ومقدار إنسانيتهم وشفافيتهم ، يختطفهم الموت عنوة في غفلة من الزمن ، وسط أوج عطائهم، ضارباً بعرض الحائط كل ما خطوّه من ابداع وما حصدوه من محبة الناس ، مما لاشك فيه أن الكلمات في مثل هذه المناسبات تخون صاحبها ولكنها تشكل حالة وفاء لفنان أعطى بصدق وحب.
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916