رداً على المحاولات الأميركية لخلق ذريعة من أجل التدخل العسكري في فنزويلا، وإثارة الاضطرابات كما فعلت في بعض الدول العربية، أدانت جمهورية كوبا تصعيد الضغوط والإجراءات التي تتخذها واشنطن ضد فنزويلا وأكدت أنها تأتي بهدف التحضير لعدوان عسكري وحصار اقتصادي، عبر حملة سياسية وإعلامية مكثفة، كما ناشدت المجتمع الدولي من أجل التحرك ووقف هذه الاجراءات.
و قالت الحكومة الكوبية في بيان لسفارتها في دمشق وتلقت «الثورة» نسخة منه إن ما يجري هو عدوان واضح تلجأ إليه الولايات المتحدة بعد اختلاق ذريعة انسانية وشرعت من خلال الترهيب والضغط والقوة لإدخال مساعدات انسانية مزعومة، وهي أقل بالف مرة من الضرر الاقتصادي الذي سببته سياسة الحصار الاقتصادي المفروض على فنزويلا البوليفارية.
وأضاف البيان أنه استكمالاً لخلق وتصنيع الذرائع لجأت أميركا الى الافتراء والتضليل من خلال تقديم مشروع قرار في مجلس الامن الاممي يعرب بشكل وقح عن القلق البالغ عما يسمى الوضع الانساني وحقوق الانسان، والادعاء عن منع وصول المساعدات ووجود الملايين من المهجرين واللاجئين، والادعاء الكاذب عن استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين وصفتهم بالسلميين، وهو ما تسبب بأزمة سلام وأمن في فنزويلا، في وقت دعت فيه لاتخاذ التدابير اللازمة لذلك.
وقال البيان إنه من الواضح أن الولايات المتحدة تمهد الطريق لإنشاء ممر إنساني بالقوة على غرار ما فعلته في مناطق اخرى، وذلك بهدف إثارة موضوع الحماية الدولية ومسؤولية حماية المدنيين المزعومة ومعالجة ذلك، كما ذكر البيان بالسلوكيات والذرائع المشابهة التي تستخدمها اميركا كمقدمات لاثارة الحروب وهو ما فعلته في يوغسلافيا والعراق وليبيا واليمن وغيرها وكان الثمن خسائر فادحة في الارواح ومعاناة هائلة للسكان.
كما استذكر البيان تحذيرات قائد الجيش راؤول كاسترو في 14 تموز 2017 عندما نفذت اميركا العدوان الانقلابي، بهدف السيطرة على الشعب والثروات وخلق صراعات لا تعد ولا تحصى في تلك المنطقة، وقال البيان إن سيادة اميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وشعوب الجنوب تقررها شعوب المنطقة وقواعد القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة، ودعت السفارة إلى تحرك دولي للدفاع عن السلام في فنزويلا على اساس مبادئ إعلان اميركا اللاتينية والبحر الكاريبي ووفقاً لتوقيع ميثاق دول وحكومات منظمة سيلاك عام 2014، ورحبت بمبادرة كل من المكسيك والارغواي وبوليفيا الساعية لحفظ السلام في فنزويلا والمستندة على مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة القانونية بين الدول والتسوية السلمية للنزاعات، كما رحبت بالقبول الايجابي من قبل الرئيس نيكولاس مادورو والمجتمع الدولي واعربت عن قلقها لرفض الولايات المتحدة وغيرها لتلك المبادرة.
وأكد البيان تضامن الحكومة الثابت والمبدئي مع الرئيس الدستوري مادورو ومع الثورة البوليفارية والشافيزية ومساندة الوحدة المدنية والعسكرية للشعب الفنزويلي داعية جميع الشعوب والحكومات في العالم وتجاوز الخلافات السياسية لوقف أي تدخل عسكري امبريالي جديد في اميركا اللاتينية من أجل الحفاظ على استقلال وسيادة ومصالح الشعوب الممتدة من نهر برابو وحتى باتاغونيا.
وذكر البيان باليوم والتاريخ رحلات النقل العسكرية الى مطار رافائيل ميراندا في بورتريكو وقاعدة سان ايسيدور والى جزر اخرى وهي تنقل قوات للمشاركة في العمليات السرية ضد بعض الدول، فضلاً عن الشخصيات المتطرفة من الادارة الاميركية والتي لها تاريخ طويل في اثارة الحروب والتخطيط والتمويل لمحاولة الانقلاب في فنزويلا وذكرت منهم مستشار الامن القومي جون بولتون ومدير مجلس الامن القومي لشؤون بلدان النصف الغربي والعالم ماريسيو كليفر كارون وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، وهم انفسهم قاموا عن طريق الخارجية الاميركية لانتخابات جديدة في فنزويلا وروجوا للاعتراف برئيس البرلمان.
وقال البيان إن مقاومة الانقلاب من قبل الشعب البوليفاري والشافيزي والتظاهرات الشعبية الحاشدة والمؤيدة لمادورو تؤكد رفض الشعب الفنزويلي لما يجري وانه اعتداء واضح على السلطة الوطنية.
دمشق – الثورة:
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916