موسكو تحذر من عواقب الاستفزازات الأميركية… واشنطن تصعّد ضد فنزويلا.. وتضع كوبا ونيكاراغوا في مرمى استهدافها!!
تصعّد الولايات المتحدة عداءها ضد الشعب الفنزويلي وحكومته الشرعية، لبسط هيمنتها على قرار وثروات هذا البلد من خلال المعارضة اليمينية المدعومة من واشنطن ودول غربية، والتي بدأت على ما يبدو بتنفيذ مراحل السيناريو الأميركي لزعزعة استقرار فنزويلا تمهيدا لخلق الذرائع لغزو عسكري أميركي لا تزال إدارة ترامب تلوح به حتى الآن، وذلك وسط إقرار أميركي واضح بأن نيكاراغوا وكوبا ستكونان في مرمى الإرهاب الأميركي قريبا، وهو ما يفسره تحريض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شعبي البلدين لافتعال الفوضى على غرار ما تفعله «المعارضة» اليمينية في فنزويلا والتي تستجيب للأوامر الأميركية.
وفي التفاصيل عزف بومبيو على اسطوانة الضغط والترهيب ضد الشعب الفنزويلي، وقال إن إدارة ترامب ستتخذ إجراءات مستمرة للضغط على حكومة نيكولاس مادورو إلى أن يدرك بأن «أيامه معدودة» حسب تعبيره.
وتابع بومبيو قائلا خلال حوار مع برنامج «فوكس نيوز صنداي»: سنفعل الأشياء التي يجب القيام بها للتأكد من أن صوت الشعب الفنزويلي، وأن الديمقراطية سوف تسود، وأن هناك مستقبلا أكثر إشراقا لشعب فنزويلا حسب ادعائه، متناسيا أن بلاده تعمل على تقويض استقرار كل دولة تعارض سياساتها العدوانية، تحت شعار «الحرية والديمقراطية» المزعوم.
وأفاد الديبلوماسي الأميركي بأن إدارة الرئيس ترامب ستواصل دعم زعيم المعارضة خوان غوايدو وتعزيز ائتلاف عالمي لدعم مطالبته كزعيم مؤقت للبلاد.
كما أشار إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للحصول على مساعدات إنسانية في فنزويلا.
وصرح بومبيو بأن الرئيس ترامب وكبار المسؤولين في الإدارة قالوا إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، ورفض استبعاد إمكانية استخدام القوة العسكرية.
كما أقر بومبيو بأن الولايات المتحدة تخطط لتغيير السلطة ليس فقط في فنزويلا، ولكن أيضا في نيكاراغوا وكوبا، وحرض مواطني البلدين على القيام بما سماه تغييرا سياسيا في بلديهما.
وأعرب بومبيو عن أمله في أن يكون ليس فقط شعب فنزويلا، بل ونيكاراغوا وكذلك وكوبا، قد أدرك الحاجة إلى التغيير السياسي في بلدانهم، حسب تعبيره.
وأكد في مقابلة مع صحيفة تيليموندو الناطقة بالإسبانية، إلى أن الولايات المتحدة بدورها مستعدة لدعم هذه التغييرات، إذا كانت شعوب هذه الدول تريدها.
وزعم بومبيو قائلا:آمل أن يفهم المواطنون في كل من هذه البلدان أن الموقف السيئ والظروف المعيشية الصعبة التي يجد هؤلاء الناس أنفسهم فيها اليوم ليست قدرا، وكأن الإرهاب والفوضى التي ستجلبها الولايات المتحدة إلى بلدانهم هي قدرهم؟!.
وأضاف:هناك أمل في أن يكون لديهم حياة مختلفة، وأن يستثمروا جهودهم وحسن نواياهم وإنسانيتهم في تحقيق وضع سياسي أفضل في فنزويلا ونيكاراغوا وفي كوبا.
وردا على سؤال توضيحي حول ما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب ستساعد هؤلاء الأشخاص في «الحركة نحو الديمقراطية»، أجاب بومبيو: «نعم، قامت إدارة الرئيس ترامب بهذا وستواصل القيام به، ليس فقط في فنزويلا، ولكن بالطبع أيضا في نيكاراغوا وكوبا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أرسلت الولايات المتحدة عددا من الطائرات العسكرية إلى كولومبيا، زعمت وزارة الخارجية أنها محملة بمساعدات إنسانية، لكن السلطات الفنزويلية تقول إنه يجري إعداد عمل استفزازي تحت ستار المساعدات الإنسانية.
في الأثناء هدد خوان غوايدو بجميع الخيارات لحل الأزمة في البلاد، متسلحا بالدعم الأميركي.
وكتب غوايدو في حسابه على تويتر: ظروف اليوم تجعلني أقرر الطلب رسمياً من المجتمع الدولي أن يفتح كل الخيارات لضمان حرية الوطن الذي يقاتل وسيستمر في القتال.
وحاولت المعارضة يوم أمس الأول إدخال مساعدات أمريكية لفنزويلا ترفضها السلطات الشرعية بقيادة الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو وترى فيها حجة للتدخل العسكري بشؤون البلاد، مما أدى لمواجهات على الحدود مع كولومبيا حيث تم إحراق عدة شاحنات محملة بالمساعدات، وعلى الحدود مع البرازيل، قتل 4 أشخاص وجرح 285 آخرين، حسبما أبلغت الإدارة الرئاسية لكولومبيا المجاورة.
وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، لويس ألماجرو، إنه نتيجة للصدامات بين الشرطة والمتظاهرين على حدود فنزويلا مع كولومبيا والبرازيل، أصيب 335 شخصا.
وأعلن غوايدو الذي نصّب نفسه رئيسا لفنزويلا دون انتخابات أو أي مسوغ شرعي، مشاركته في اجتماع مجموعة ليما اليوم الاثنين، في العاصمة الكولومبية بوغوتا.
وقال في مؤتمر صحفي في كولومبيا «سأشارك يوم الاثنين في لقاء مجموعة ليما للاجتماع مع رؤساء دول المنطقة ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، لبحث الإجراءات الدبلوماسية الممكنة والتعاون.
ووصل غوايدو إلى كولومبيا على متن مروحية، على الرغم من قرار المحكمة العليا لفنزويلا بحظر سفره.
وردا عليه، أعلنت ديليسي رودريغيز نائبة الرئيس الفنزويلي سابقا: إنه بموجب القانون الإنساني الدولي، يتم تقديم المساعدات الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة والحروب، غير أنه تم تصميم البيانات حول الأزمة الإنسانية لتبرير غزو فنزويلا، ولكن الناس لن تسمح بذلك.
وفي موسكو جدد مجلس الاتحاد الروسي تحذير موسكو من عواقب الاستفزازات ضد فنزويلا والمتعلقة بمزاعم إيصال المساعدات الإنسانية مؤكدا أنها تشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لهذا البلد.
وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس قسطنطين كوساتشوف لوكالة أنباء سبوتنيك أمس: روسيا تراقب عن كثب تطورات الوضع في فنزويلا والذي كما يبدو ستتبعه استفزازات هدفها خلق نزاع وهمي بين السلطة والمجتمع، مضيفا أن هذه الاستفزازات ليست سوى تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وشدد السيناتور الروسي على أن العلاقة بين السلطة والمجتمع شأن سيادي لفنزويلا وشعبها ولا يمكن أن يكون غير ذلك موضحا أن هذه السيادة تعود لإرادة شعب فنزويلا ولا يمكن تحت أي ظرف التدخل فيها من الخارج سواء كان من الولايات المتحدة أم من أراضي دول خاضعة للنفوذ الأمريكي.
وكان الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو أعلن أمس الأول قطع العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا مع تصاعد محاولاتها التدخل في شؤون بلاده الداخلية عبر محاولات إيصال «مساعدات» إلى أراضي فنزويلا عبر الحدود المغلقة بين البلدين مؤكدا أنه لا يمكن لبلاده مواصلة تحمل استخدام أراضي كولومبيا لشن عدوان على فنزويلا.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917