بضعة «بوستات» وتنتهي المشكلة..!
ربما هذا مانشعر به ونحن نفرغ بعضاً من أفكارنا حول واقعنا الحياتي والخدمي..!
آراء لاتنتهي, تتابعها وأنت تتصفح الفيس, وهو الأكثر انتشارا بين مواقع التواصل لدينا, بإمكانك أن تعرف ملامح رأيه العام, من خلال صفحاته اللانهائية..
لايوجد قدوة, او رأي يقود هذا الحشد الفيسبوكي, كل منا يعتبر أنه القدوة والقائد لصفحته, وغالباً لايهتم بآراء الصفحات الأخرى إلا من باب المنافسة, أو اثبات أهمية رأيه..!
ولكن مجمل الآراء, تعطي ملامح قوية عن أثر تلك القضية وأهميتها وكيفية التعاطي معها لدى شريحة واسعة من الناس, وقد تشكل مايشبه رأيا عاما, غير مؤطر يأخذ أبعاده من التقاء مجمل تلك الآراء على نقاط محددة لاتخرج عنها, حتى أثناء استعانتها بملفات الصوت والصور و لقطات الفيديو..
لعل أبرز مايمكن ملاحظته, طريقة التفاعل بين رواد الفيسبوك, كأننا مع صوت يتردد صداه ليصبح كتلة متدحرجة تأخذ المزيد من الأصوات في طريقها, مع تغيرات مستمرة حسب القضية وأهميتها والتفاعل معها.
رغم كثرة الآراء وفوضويتها في هذا العالم البعيد كليا عن الضوابط.. الا أنها تشكل ما يشبه رأيا موحدا حول قضية ما, وتثير نقاشات فورية لانهائية تأخذ أهميتها من آنيتها ولأنها تعطينا ملمحاً واضحاً عن القضايا التي تشغل الناس وكيفية التفاعل معها, من مختلف الاعمار والمهن والمستويات التعليمية..
إنه نمط إعلامي جديد, يفرض شروطه على الاعلام التقليدي, وقد يجبره على تبني قضاياه, والمساهمة في البحث عن حلول, يهدئ من روع تلك الآراء الفيسبوكية, التي كلما علا صوتها, تأخذ القضية بعدا واقعيا جديدا, يفرض منطقه من خلاصة تلك الآراء الجمعية التي تستمد احقيتها من كونها تنبع من المعاناة الشخصية لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
ربما فوضويتها واستمراريتها.. وحيويتها اليومية.. هو ما يعطي المسؤولين عن تلك القضايا فرصة لفهم اهميتها وايجاد الحلول لها, حتى لاتبقى مجرد «بوستات» تسعى الى لايكات وهمية..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917