ثورة أون لاين- معد عيسى:
تتناقض الحلول والمعالجات في الخطط وفقا لتغير المعطيات على الأرض وهذه حالة غير طبيعية في الأحوال العادية ولكن في الأزمات كل شئ مبرر حتى وان لم تصح المعالجات ولكن الشيء الذي لم يتغير وبقي ثابتا هو المواطن رغم تقلبات الظروف بين لحظة وأخرى ، فحافظ على صموده وضحى وتأقلم ولم تغير كل المستجدات من مبادئه وثوابته المنبثقة من الانتماء للوطن .
المعالجات التي تلجأ الجهات العامة هي مبررة بالنسبة لها ولكنها في كثير من الحالات غير مبررة لدى المواطن ، فبعض الجهات اختصرت دورها في رفع إيراداتها دون النظر الى انعكاس ذلك على حياة المواطن وصموده الأمر الذي اضعف الثقة بهذه الجهات دون النيل من الانتماء والخلل الأساسي في الأمر ان هذه الجهات لم تعمل ولم تُدرج في خطتها توعية المواطن و تركته يتخبط أمام تناقض القرارات ووصل الأمر في أحيان الى أن يفكر بأنه مستهدف بمعنى النيل منه وليس العمل لاجله رغم أن الأمر يكون بعكس قناعاته ولكن غياب خطة التوعية من قبل الجهات العامة وسع من المسافة بين المواطن والجهات العامة .
الدولة الإيرانية بعد الثورة مباشرة وضعت خطة طويلة الأمد كان البند الأساسي فيها هو توعية المواطن واستطاعت من خلال هذه الخطة الصمود لأكثر من أربعين عاما من الحصار والحروب رغم ان الدولة الإيرانية لم يكن لديها أي من مقومات الصمود على عكس بلدنا الذي بنى مؤسسات ضخمة واقتصاد متنوع وبفضله صمدنا اليوم ولكن غياب الشفافية وغياب خطة توعية مدروسة للمواطنين زعزع الثقة بين المواطنين والجهات العامة وافشل كثير من الخطط والمعالجات وما يدور في الشارع اليوم هو انعكاس لغياب الشفافية وخطة التوعية ومن هنا يجب ان ننطلق ونكثف العمل وعبر القنوات التي لجأ اليها المواطن ليرفع صوته وليس في ذلك خطأ .