تبكي الأمم المتحدة دموع التماسيح على الوضع المأساوي لليمنيين متعامية عن كل المجازر المرتكبة بحق الشعب اليمني متسترة بالوقت نفسه على فشل بعثاتها الى اليمن بما يتعلق بعملية السلام ملوحة بوشاح التبرعات الموهوم لحل الأزمة الانسانية في اليمن.
حيث نظمت الأمم المتحدة في جنيف مؤتمراً للمانحين لدعم ما يسمى «خطة الاستجابة للأزمة الانسانية» في اليمن وخلال المؤتمر توصلت المنظمة الدولية أن 80% من اليمنيين بحاجة للمساعدات وأنها حصلت على مليارين وستمئة مليون دولار اميركي قيمة المساعدات خلال ما يسمى مؤتمر المانحين لليمن الذي انعقد في جنيف.
ويرى محللون أن الفشل الذريع الذي منيت به ما يسمى المساعي الأممية أخرج هذه المساعي عن دورها الأساسي لتمارس دور السمسار الذي يتقاضى أجراً على دعاياته الترويجية وكل مايهمه ارضاء سيده الاميركي اليوم تحمل الأمم المتحدة سلال الادعاء الانساني باحثة عمن يملؤها ظلما وحقدا يقود الى التهرب من مفاوضات السويد وكأن اليمنيين ينتظرون من يشبعهم أشباه الحلول ويطعمهم ممن سرق ونهب خيرات اليمن لتظهر بحلة جديدة على أنها «تبرعات للشعب اليمن»من دول الغرب الاستعماري التي أطاحت بأرواح الآلاف من اليمنيين مخرجة نفسها من هذا المأزق بوقاحة الفعل المدعي الانسانية وهنا تبدأ التجارة الأممية بدماء الشعب اليمني على الاعتبار أن الحل السلمي غير موجود في لائحة المهام الحالية لأن صلاحيتها محدودة بأجندات غربية لاتستطيع خلالها الضغط على النظام السعودي ولا تستطيع تجريم أسيادها بالوقت ذاته.
فيما انتقدت اوساط يمنية هذه التبرعات التي قدمتها دول العدوان واعتبرتها «بروباغندا» وتكتيكاً لحرب من نوع آخر لأنها تعد المسبب الاول للكوارث الانسانية التي يعيشها اليمن ولولا الحصار الموجود للموانئ واستمرار قصف العدوان لما نشأت الأزمة في اليمن وإذا ماكانت تلك الأطراف المعنية بالحرب حقيقية في مساعدة الشعب اليمني فالأولى بها فتح الطريق أمام حل سياسي يجنب اليمن المزيد من المعاناة لليمن.
وكشف تحقيق استقصائي استغلال العدوان لأحد أهم الموانئ في إرتيريا بالحرب على باليمن وسياسة نشر الفوضى من خلال ممارسة التعذيب والاغتيالات هناك ويشير التحقيق الى أن تحالف العدوان السعودي يستخدم الأرض والمجال الجوي والمياه الإقليمية لإريتريا في حملته الوحشية ضد الجيش اليمني فمن ميناء «عصب» يمكن لسفن العدوان أن تسير بسرعة عبر المضيق إلى مدينتي الحديدة اليمنية أو المخا بدلاً من الاضطرار إلى التنقل الطويل من موانئها الرئيسة عبر خليج عدن.
ووفق التحقيق استخدم الميناء مؤخراً في فرض الحصار على مدينة الحديدة وهي نقطة الدخول الرئيسة للغذاء والأدوية ما أدى إلى انتشار المجاعة فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية وأصبح مشهد الطفل اليمني المعرض للموت بكل لحظة محطة للاستثمار وللتضليل الاعلامي والمعتاد استخدامها في تقارير العدوان عن الحرب المجرمة في اليمن.
ويشير مراقبون الى أن واشنطن لم تلوح بالعصا الغليظة التي كانت قادرة لحظة على تحويل مشاورات مايسمى بناء الثقة إلى اتفاق سياسي مدعوم بإجراءات على الأرض فأميركا وبريطانيا تتوهمان أن العمليات العسكرية الميدانية في الساحل الغربي هي عنصر الضغط الوحيد القادر على تغيير المعادلة التي فرضها اليمنيون، وإنهما حققتا في اتفاق السويد الحد الممكن الذي يدخل المنطقة في دائرة الحرب المستمرة والتي تبعد اليمن عن الاستقرار ليبقى اليمن بالنسبة للإدارة الاميركية ورقة من أوراق سياسية للمقايضة وتحصيل أطماعهما في المنطقة.
ميدانياً: أوضح مصدر عسكري يمني أن الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية استهدفت مواقع للمرتزقة في مفرق الوازعية خلفت قتلى ومصابين في صفوفهم كما تم القاء القبض على متزعم تابع «لتنظيم» القاعدة الارهابي في جبهات تعز.
فيما أسقطت الدفاعات الجوية للجيش اليمني واللجان الشعبية طائرة تجسسية تابعة لقوى العدوان في الحديدة.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920
