تحرير الشمال سيقلب الطاولة على المتآمرين… «النصرة» تحبس أنفاس ذعرها.. وأردوغان يبحث فزعاً عن مخرج احتيالي

في الوقت الذي يتحضر فيه الجيش العربي السوري لخوض غمار معركة إدلب، يعلو منسوب الخوف لدى إرهابيي النصرة هناك، ويناور أردوغان من بوابة خيباته المتكررة عله يجد من يسانده لتحقيق أوهام «المنطقة الآمنة» مع الأميركي الذي يطلق التصريحات المتناقضة بشأن سحب قواته المحتلة من سورية يومياً والقضاء على «داعش»، ليأتي الروسي ويكشف النقاب مجدداً عن فشل أردوغان بشأن اتفاق إدلب، ولتبقى بوصلة الجيش العربي السوري تحرير إدلب وغيرها من المناطق السورية التي مازالت ترزح تحت إجرام المجموعات الإرهابية ومشغليهم.
فبالرغم من تداخل الملفات مع بعضها وتشابكها في الشمال السوري، منها موضوع «المنطقة الآمنة» المزعومة التي يروج لها أردوغان وشريكه الارهابي الأميركي، والحديث عن الأهداف الأمريكية من إبقاء عدد من الجنود الأمريكيين شمالاً، تبقى عين الجيش العربي السوري متجهة نحو إدلب لتحريرها رغم أنوف أعداء سورية.
ففي سياق الحديث عن إرهابيي الشمال قالت مصادر مطلعة: إن الإرهابيين وعائلاتهم الذين انتقلوا إلى الشمال السوري ورفضوا التسوية مع الدولة السورية باتوا يخضعون للهيمنة التركية أو لهيمنة جبهة النصرة الارهابية والمكوث في مناطق هي نفسها عرضة للهجوم في وقت لاحق.
وتحدثت المصادر عن حالة الفشل التي لاقتها المشاريع التركية التوسعية العدوانية في الشمال السوري بسبب وقوف سورية وروسيا بوجهها وتحضر الجيش العربي السوري لتحرير إدلب.
وأشارت المصادر إلى أن أنقرة تبحث عن مخرج لمأزقها في سورية من خلال التباحث مع حليفها الأميركي في مسألة الجزيرة السورية، وإجراء مباحثات مع موسكو بخصوص الجزيرة السورية وإدلب.
وسلط المراقبون الضوء على مخاوف أمريكا في سورية والتي دفعتها لإبقاء جزء من قواتها شمالاً، لافتين إلى أنه ارتفع منسوب المخاوف التي تعانيها أمريكا في سورية، إن السياسة الأمريكية المتعلقة بسورية لم يعد يفيدها التعكز على داعش الارهابي وتراجع ترامب عن قراره بالانسحاب المزعوم مقرراً الإبقاء على 400 جندي من القوات الخاصة الأميركية المحتلة في سورية على الأقل في الوقت الراهن متوهماً أن هذا البقاء سيطمئنه، ولكنه يدرك أن ذلك لا يعالج مخاوفه بشأن أولويات أميركا الاستعمارية وبقاء نفوذها البلطجي في المنطقة.
ونوه المراقبون أن المشكلة في الشمال السوري شائكة وذلك بسبب التدخل السافر لعدد من القوى وبشكل غير شرعي بهذه المنطقة، حيث القوات التركية العدوانية والفصائل الإرهابية المدعومة منها يلفظون أنفاسهم الأخيرة في سورية، والقوات الأمريكية ومرتزقة «قسد» التي لا تزال تراهن على الأميركي، إضافة إلى الصراع المستمر بين هذه القوى وبين عناصر كل قوة وحدها، إذ لا تزال الاقتتالات والخلافات مستمرة بين الفصائل الارهابية، إضافة إلى الخلاف على الأطماع بين تركيا وأمريكا، هذا الواقع يشير إلى هشاشة وجود هذه القوى المحتلة والارهابية شمالاً ويساعد أكثر على خروج القوات الأجنبية التي تفتقد الشرعية وبالتالي القضاء على الفصائل الإرهابية وعودة جميع الأراضي إلى الدولة السورية، الأمر الذي تقترحه المشاريع الروسية باستمرار بموافقة الدولة السورية.
إلى ذلك كشفت مصادر إعلامية مقربة من الجماعات الإرهابية في إدلب أن جبهة النصرة الإرهابية تعاني حالياً التخبط الذي انعكس على الواقع الأمني الذي يمر في أسوأ حالاته.
كما أشارت تلك المصادر إلى تزايد أعداد المفخخات المنفجرة وتصاعد الاغتيالات، وخاصة التي تستهدف إرهابييها. وتنامي أعداد السرقات، حيث سجل اليومان الماضيان فقط مقتل وجرح أكثر من ٥٠ إرهابياً.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش العربي السوري عازم على تنفيذ عمليته العسكرية لاستئصال النصرة والتنظيمات الإرهابية من إدلب كمرحلة أولى بدليل تكثيف عملياته الجوية ضد تجمعاتها وخطوط إمدادها الخلفية واستهداف عمق مناطق سيطرتها أيضاً بعد أن استقدم حشوداً عسكرية ضخمة إلى حدود المنطقة.
التصريحات الروسية في الآونة الأخيرة من جهتها أوضحت أن موسكو لم تعد تأمل في التزام أنقرة بوعودها وعهودها الخاصة بـشأن اتفاق إدلب، ولذلك لا يوجد خيار سوى اللجوء إلى الميدان لتطبيق بنود الاتفاق.
وتوقعت المصادر، انسحاب نقاط المراقبة التركية مع بدء الجيش العربي السوري عمليته العسكرية بخلاف ما تزعمه تركيا للتنظيمات الإرهابية والجماعات الإرهابية التابعة لها.
ولفتت إلى أن «النصرة» باتت تدرك جيداً أن النظام التركي سيتخلى عنها عندما يحين وقت حسابها.
ميدانياً أفاد مركز استقبال وتوزيع وإسكان اللاجئين بأن حوالي 600 لاجئ قد عادوا إلى سورية من لبنان والأردن خلال الــ 24 ساعة الأخيرة.
وقال المركز خلال الــ24 ساعة الماضية عاد 580 لاجئاً إلى أرض الوطن قادمين من الدول الأجنبية، من بينهم 96 لاجئاً من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ بالإضافة إلى 484 شخصاً عادوا من الأردن عبر معبر نصيب.
من جانب آخر أفاد المركز أن هناك 281 نازحاً قد عادوا خلال الـــ 24 ساعة الماضية إلى مناطق إقامتهم الدائمة داخل سورية.

الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 4-3-2019
رقم العدد : 16923

آخر الأخبار
خيوط خفية خلف مأساة 17 تموز..السويداء بين الجرح الإنساني والانقسام الاجتماعي مقترح أوروبي بتعليق التجارة مع إسرائيل.. والصحة العالمية تؤكد بقاءها في غزة ماذا وراء تهجير "البدو" من السويداء؟حقائق وخفايا "التحول الرقمي".. يكافح الجانب الأسود في الاقتصاد كندا تمدد إجراءات دعم الشعب السوري محللون غربيون: سوريا قادرة على إعادة بناء مؤسساتها "المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا"..تقليل الاعتماد على الاستيراد تعزيز الوعي المجتمعي وتشديد الإجراءات الأمنية لحماية كبار السن سوريا وكرواتيا .. تعاون استثنائي تعززه تجربة الحرب بالبلدين "تربية القنيطرة": تطوير العملية التعليمية وتأمين مناخ إيجابي مبادرات أهلية في طرطوس لتأمين الاحتياجات المدرسية إطلاق خدمة السجل المدني في مركز بريد الحجاز مشاريع حيوية لتحسين واقع مياه الشرب في درعا مراقب الإخوان في سوريا: دعوات الحل اجتهادات شخصية والجماعة باقية شريكة للمرحلة الانتقالية "أصحاب الفروغ" في حلب.. معركة الحقوق المهددة بين القانون والتعديلات "تربية درعا" تستعد لترميم عشرات المدارس المتضررة "لتمنح الحياة فرصة".. وعي وتحذير من مخاطر الانتحار الرسوم المتحركة.. بين التربية والترفيه الرسوم والمجسمات تحفز الانتباه وتعزز تركيز المتلقي دور المجتمع في رعاية المواهب وتحفيزها