سجالات البريطانيين تجعل موعد المغادرة موضع شكوك… «الأوروبي» يقدم ضمانات إضافية لإتمام «بريكست».. وماي تأمل بتمرير الاتفاق
مع اقتراب موعد «بريكست» لايزال الجدل مستمراً بين البريطانيين وسط حالة من الشك وعدم اليقين حول طريقة إتمام خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في ظل الفوضى السياسية والأزمة التي تعيشها المملكة المتحدة على خلفية «الاتفاق», فيما يبدو أن خطط مغادرة بريطانيا في الموعد المرتقب أواخر الشهر, بات موضع شكوك بعد السجالات الحاصلة في الحكومة والبرلمان, بين مؤيد للخروج ومطالب بتأجيله, فيما يطالب البعض بإجراء استفتاء جدي, في الوقت الذي تواجه فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي ضغوطاً متزايدة على الرغم من المساعي التي تقوم بها من أجل تمرير «اتفاقها», ويبدو أن آمالها ازدادت بعد حصولها على دعم أحد النواب «المحافظين» البارزين, والضمانات الإضافية التي أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتقديمها للمملكة المتحدة بغية تسهيل مصادقة البرلمان البريطاني على اتفاق بريكست.
وفي هذا الإطار قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن آمال ماي فى الفوز بالموافقة البرلمانية على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زادت بعد أن خفف أحد أبرز النواب في حزب المحافظين مؤخراً من معارضته للاتفاق, وأوصى النواب بتأييده حال حصلت ماي على ضمانات جديدة خاصة بالدعم الأيرلندي.
واعتبرت الصحيفة أن الخطوة التي قام بها السير جراهام برادي الذي يرأس لجنة 1922, هي تحول كبير, موضحة أن بريدي وغيره من أعضاء حزب المحافظين القلقين من أن يكون البديل عن صفقة ماي إما خروج بلا اتفاق أو تأجيل طويل لبريكست أو حتى استفتاء ثان، أصبحوا مستعدين لإسقاط طلبهم بشرط حصولهم على تأكيدات بأن الدعم لأيرلندا سيكون مؤقتاً.
من جهته قال وزير التجارة البريطاني ليام فوكس أمس: إنه ليس ممكنا أن يمدد الاتحاد الأوروبي مهلة خروج بريطانيا من التكتل لفترة طويلة بسبب الانتخابات الأوروبية المقبلة.
وأضاف فوكس أنه لا يزال ممكنا للغاية أن تنسحب بريطانيا من الاتحاد في الموعد المحدد في الـ 29 من آذار, ولكن قد يكون ضرورياً تمديد فترة التفاوض بشأن المادة 50 من أجل خروج سلس, فيما قالت ماي إن التأجيل يجب ألا يمتد لما بعد نهاية حزيران.
وسئل عن رد فعله إذا أصر الاتحاد الأوروبي على تأجيل لفترة أطول مدتها 21 شهراً أو عامان، فأبلغ فوكس تلفزيون بي . بي .سي: سأشعر بالصدمة لاعتقادي أنها ليست نتيجة ممكنة في الواقع.
إلى ذلك قال المفاوض الأوروبي المسؤول عن ملف بريكست ميشال بارنييه في مقابلة نشرت السبت، إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم ضمانات إضافية للمملكة المتحدة بغرض تسهيل مصادقة البرلمان البريطاني على اتفاق بريكست.
وفي المقابلة التي نشرتها صحف «الموندو» و»دي فيلت» و»لا ستامبا» و»ليه زيكو» قال بارنييه: يمكننا أن نجد ضمانات لتأكيد وتوضيح النوايا الحسنة وصدق الأوروبيين، مع تعهدات تكون لها قوة القانون, لأنها ستكون مشتركة, نحن نعمل على هذا الأمر ليلاً ونهاراً.
وأضاف: هذه الضمانات يمكن إعطاؤها في وثيقة تفسيرية لازال يتعين تحديد شكلها, تأتي إضافة لاتفاق الخروج والإعلان السياسي.
واعتبر بارنييه أن هناك سوء فهم مرتبطاً بشبكة الأمان, الإجراء الهادف إلى تفادي عودة حدود فعلية بين جمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي, ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية بعد بريكست, موضحاً أن البعض في المملكة المتحدة يقول إنه يخشى أن يستخدم الأوروبيون ذلك لإبقائهم إلى ما لا نهاية ضمن الاتحاد الجمركي.
وقال إنه سيلتقي الأسبوع المقبل الوزير البريطاني المكلف شؤون بريكست ستيفان باركلي والنائب العام جيفري كوكس المكلف تقديم المشورة للحكومة البريطانية بشأن بريكست.
وقال مصدر في بروكسل إن اللقاء قد يتم غداً في العاصمة البلجيكية.
وأضاف بارنييه: إذا أراد البريطانيون أكثر بكثير من اتفاق تبادل حر، يمكننا أن نعدل في العمق الإعلان السياسي الذي يحدد أسس العلاقة المستقبلية, وإذا أرادوا اتحاداً جمركياً فنحن مستعدون وهذا يمكن أن يعطي بعداً آخر لملف إيرلندا.
وتابع: هناك حل وهو أن يصوت البريطانيون بحلول 12 آذار, مع ضماناتنا الحسنة النوايا. وسيكون عليهم تحمل مسؤولياتهم, دون أن يستبعد استمرار المباحثات بعد 29 آذار.
وأضاف: إن المؤسسات الأوروبية ستبذل كل ما في وسعها من جانبها, لكن البريطانيين كانوا قالوا لنا إنهم يحتاجون إلى شهرين للمصادقة, عندها يتعين إجراء تمديد تقني بسيط ومعلل تماماً, وسيكون من المشروع أن يستجيب الأوروبيون لذلك.
وأوضح أن الأمر ليس مطروحاً حالياً, وعلى المملكة المتحدة أن تقدم طلباً ثم على الدول الـ 27 قبوله على الأرجح بالإجماع, وستكون مدة التمديد رهينة الأجوبة التي يتلقاها الأوروبيون من البريطانيين, والتمديد يجب أن يكون لتسوية مشكلة وليس مجرد تمديد إلى وقت آخر مع استمرار المأزق، بحسب بارنييه.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 4-3-2019
رقم العدد : 16923