الولايات المتحدة تتمترس خلف عدائها وتتوعد كوبا لدعمها فنزويلا !.. موسكو: واشنطن تتعمد نشر الفوضى.. وتصريحاتها إهانة لأميركا اللاتينية برمتها
في ظل المحاولات الأميركية المستميتة للاستيلاء على السلطة الشرعية في فنزويلا عبر المعارضة اليمينية الفنزويلية المدعومة أميركيا، رفعت واشنطن وتيرة تهديداتها للشعب الفنزويلي أمس، ووضعت كوبا في مرمى استهدافها العدواني، فيما جددت روسيا رفضها أي تدخلات أميركية واصفة تصريحات واشنطن عن إمكانية تطبيق «مبدأ مونرو» على فنزويلا بأنها إهانة لأميركا اللاتينية بأكملها.
فقد أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أن مناقشة الوضع في فنزويلا انتقل إلى مستوى أبعد من الفوضى والاضطرابات في كثير من الأحيان بسبب تصرفات الولايات المتحدة الأميركية.
وقال ميدفيديف أمس: إن نقاش الوضع الاجتماعي الاقتصادي، وشرعية أو عدم شرعية الانتخابات الرئاسية في فنزويلا لم يعد بناءً بسبب جهود واشنطن، وانتقل إلى مستوى مختلف تماما والذي للأسف، غالبا ما يتبعه الفوضى والاضطرابات والتدمير الكامل للاقتصاد في البلاد.
وأشار ميدفيديف إلى أن واشنطن تتصرف بهذه الطريقة مع العديد من البلدان، مؤكداً أن هذه التصرفات لا تؤدي إلى نتائج جيدة.
وأضاف: للأسف الشديد يتم مواصلة التأثير على المعارضة الفنزويلية بشكل كبير من الخارج، في الواقع، هذا التأثير يخلق هذا الجزء من المعارضة، وتصدر تصريحات من واشنطن تلوح بالتدخل العسكري، وهناك استفزازات على الحدود.
وأوضح: كل هذا مقلق بشكل كبير، ويشير إلى أن الخط الخاص بتبديل الحكومات غير المرغوب فيها، بروح عقيدة مونرو أصبح مرة أخرى أولوية للولايات المتحدة، ونحن نحث جميع أصدقائنا في أميركا اللاتينية على التفكير بجدية في هذا الأمر، بما يتعلق بحكومة نيكولاس مادورو.
وأشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن روسيا تريد تحقيق السلام في فنزويلا، ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار بين السلطات والمعارضة، وتدعم موسكو الجهود الرامية بهذا الصدد.
وحذرت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة في وقت سابق من أي تدخل عسكري في فنزويلا، مشيرة إلى أن ذلك قد يتحول إلى سيناريو كارثي.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصريح مستشار الرئيس جون بولتون عن إمكانية تطبيق «مبدأ مونرو» على فنزويلا، يمثل إهانة لأمريكا اللاتينية بأسرها.
و قال لافروف أمس: بعد قيام هيئة الأمم المتحدة عام 1945، يخضع القانون الدولي لأحكام ميثاق هذه المنظمة الدولية الأكثر شمولا وشرعية، فيما تعتبر نظرية وممارسة سياسة «الحدائق الخلفية» أمرا مهينا».
وتابع: الرد على تصريح بولتون الوقح يقع على عاتق دول المنطقة، لأنه ذكر إمكانية تطبيق «مبدأ مونرو» على فنزويلا، ليهين بذلك أمريكا اللاتينية كلها.
وقال بولتون في مقابلة تلفزيونية أمس الأحد إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تستند في سياستها الخارجية إلى «مبدأ مونرو»، وهي فكرة بلورها الرئيس الخامس للولايات المتحدة جيمس مونرو عام 1823، وتنص على تقاسم مناطق النفوذ في العالم بين واشنطن وأوروبا بطريقة تجعل عمليا نصف الكرة الغربية منطقة نفوذ أمريكية حصرية.
وأعلن بولتون أن واشنطن تعمل على تشكيل «أوسع تحالف ممكن» للإطاحة بحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
كما حذر من مغبة منع زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو من العودة إلى فنزويلا بعد جولته إقليمية، متوعدا بأن أي تهديدات أو تصرفات تستهدف عودته الآمنة، ستواجه برد حازم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وكتب بولتون على تويتر: «أي تهديد أو تصرف سلبي يمنع عودة غوايدو بشكل آمن، سيلاقي ردا حاسما من واشنطن والمجتمع الدولي».
وأعلن غوايدو من الإكوادور التي يزورها أنه يعتزم تنظيم مظاهرات جديدة في فنزويلا ضد حكومة الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو.
كذلك جددت الولايات المتحدة تهديدها بفرض عقوبات مالية إضافية على كوبا بسبب موقفها من الأزمة في فنزويلا. وكتب بولتون في حسابه على موقع «تويتر»: دور كوبا في قمع الديمقراطية في فنزويلا واضح، حسب زعمه، ولذلك ستستمر الولايات المتحدة بتشديد القيود المالية على جيش واستخبارات كوبا.
وفي هذا السياق نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستعد للسماح بالنظر في الدعاوى ضد الشركات الأجنبية العاملة في كوبا أمام المحاكم الأمريكية.
ويدور الحديث عن الدعاوى الخاصة بمصادرة السلطات الكوبية لممتلكات الأمريكيين من أصل كوبي .
وتهدد هذه الخطوة مساعي هافانا إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتهدف إلى «معاقبة» كوبا على دعمها لحكومة الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو.
إلى ذلك أكدت السفارة الروسية في كراكاس أن رئيس المعارضة اليمينية في فنزويلا خوان غوايدو الذي أعلن نفسه «رئيسا مؤقتا» محتال من وجهة نظر قانونية وأخلاقية.
ونقل موقع سبوتنيك عن السفارة قولها على موقعها في فيسبوك: وفقا للدستور الفنزويلي يؤدي الرئيس اليمين في الجمعية الوطنية أو في المحكمة العليا وليس في ساحة عامة.. ومن المشكوك فيه للغاية أن يكون قد حصل غوايدو على الدعم اللازم من زملائه البرلمانيين.
وجددت السفارة التأكيد على أن الرئيس الشرعي لفنزويلا هو نيكولاس مادورو فهو على النقيض من غوايدو تولى منصبه بعد حملة انتخابات مفتوحة وبدعم من أكثر من ستة ملايين شخص.
وقالت السفارة: إضافة إلى ذلك إذا كان غوايدو يعتبر نفسه رئيسا شرعيا فعلا فلماذا لم يدع لعقد انتخابات في غضون 30 يوما كما تنص المادة 233 من الدستور.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924