الملحق الثقافي..جميل حداد:
(يا قُصيٌّ) والبُعد صار فراقاً
لوعةُ البعد والفراقِ سويّا
قد تحمّلت ثمّ حمّلت أهلاً
طاقةً قلتَ قد تهونُ عليّا
أنتَ شبلٌ والشّبل يرعى عريناً
ومع البعد تبقى شبلاً وفيّا
أخذتك الدّنيا بفضلِ طموحٍ
ذاك حقٌّ لمن يعيش قصيّا
فتذكّر سرور من كان يشكو
ذاك نبلٌ سما ليلقى الثريّا
لا يطيق الفراق حضن وليٍّ
حضن أمٍّ ذاقت مَراراً سخيّا
صَبَرا كابِرين دون حدودٍ
بلغا لوعةَ الفراق نديّا
أنت تدري معنى البعاد وتشكو
من ضناه ما نرجو أن يبقى حيّا
بابُ رزقٍ قرعتَه من بعيدٍ
نتمنّى بأن يكون رخيّا
أنا صوتي والوالدين سويّاً
صوتُنا واحدٌ وقلبٌ بريّا
منحتنا الأيام حبّاً دفيناً
هو منهم إليكَ ثمّ إليّا
يا صديقي أدعو إليكَ بيُسرٍ
ورخاءٍ تعيش فيه أبيّا
فتذكّر ما كان منهم ومنّا
وتذكر حبّاً غدا أبديّا
إننا في انتظار ما نشتهيه
عودةٌ تجعل الزّمان ثريّا
وتقبّل منّا تحية أهلٍ
أنا منهم مذ كنتَ أنت صبيّا
دعوةٌ من قلوب من ناداكم
كي يظلّ النداء حبّاً زكيّا
ويظلّ الصّباح يرسل نوراً
يجعل الدرب بيننا أبديّا
التاريخ: الثلاثاء12-3-2019
رقم العدد : 16929