في ظل الفوضى السياسية العارمة التي تعصف بالمملكة المتحدة على خلفية اتفاق «بريكست» تزداد الأمور تعقيدا وغموضا , خاصة بعد أن رفض البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي مرتين الخطة التي توصلت إليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل , ودعوته لتأجيل عملية الانسحاب , ما دفع بالحكومة إلى التحذير من تأجيل طويل الأمد إذا لم يصادق النواب على الاتفاق , وسط أنباء عن إجراءات يقوم بها الاتحاد الأوروبي استعدادا لسقوط ماي بعد انهيار الثقة بها.
فقد حذرت ماي أعضاء البرلمان من أنهم إذا لم يوافقوا على اتفاقها للخروج من الاتحاد بعد رفضهم له مرتين , فإن عملية الخروج قد تواجه تأجيلا طويلا وقد تشمل المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وقالت ماي في مقال نشر بصحيفة صنداي تليغراف البريطانية : إذا كان الاقتراح هو العودة إلى المربع الأول والتفاوض على اتفاق جديد , فهذا يعني تمديدا لفترة أطول بكثير من شبه المؤكد أن يلزم بريطانيا بالمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار.
وحددت ماي مهلة واضحة , فإما التصديق على الاتفاق بحلول قمة المجلس الأوروبي في الـ21 من آذار , وإما مواجهة تأجيل العملية لما بعد الـ 30 من حزيران.
من جهته أعلن وزير المال البريطاني فيليب هاموند أمس أن ماي قد تعدل عن إخضاع اتفاق الانسحاب لتصويت النواب لمرة ثالثة في حال لم تحظ بدعم كاف.
وفي السياق نفسه قال ليام فوكس الوزير المكلف شؤون التجارة الدولية: إن الأمر مرتبط بمدى قدرتنا على الفوز بالتصويت داخل مجلس العموم.
فيما اعتبر زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن أنه سيكون من السخف عرض الاتفاق للمرة الثالثة على التصويت داخل مجلس العموم , محذرا من أن العماليين سيحاولون مجددا إسقاط حكومة ماي.
إلى ذلك نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية وبحسب وثيقة مسربة كما تقول إن الاتحاد الأوروبي يجري استعدادات لسقوط رئيسة الوزراء البريطانية بعد انهيار الثقة بها بشكل كامل في خضم أسبوع من الفوضى العارمة بشأن عملية «بريكست».
وكشفت الصحيفة في عددها الصادر أمس عن تركيز السفراء لدى الاتحاد الأوروبي ومسؤولين كبار فيه خلال اجتماع خاص عقدوه مؤخرا على ضرورة اتخاذ الإجراءات والاستعدادات لضمان ألا يتخلى أي رئيس وزراء بريطاني جديد عن اتفاق الانسحاب في حال تغيير ماي في الشهور القادمة.
وكالات – الثورة :
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
الرقم: 16934