التخطيــط الإقليمــي يأخذ بمبــدأ الارتفـــاع الشـــــاقولي للمناطــــق المدمــــــرة لتعـــود أفضـــل مما كانـــــت.. بقيمة 450 مليون ليرة.. ريف دمشق تتعاقد مع متاع لدراسة مخططات داريّا والدخّانيّة والسبينة التنظيميّة
تعرّضت محافظة ريف دمشق إلى عمليات تدميرٍ واسعة، في مناطق عديدة على يد العصابات الإرهابية المسلحة، ولا سيما في منطقة دوما في الغوطة الشرقية، حيث اتّخذت منها معقلاً ضخماً، وهذا ما أدخل العديد من تجمّعات المحافظة في غرفة الإنعاش والعناية المشدّدة بعد هزيمة الإرهاب فيها وتحرير أراضيها ومدنها وقراها بالكامل من تلك العصابات الإجرامية، على يد بواسل جيشنا العربي السوري.
والواقع فإن الخراب والدمار الذي خلفه الإرهابيون في العديد من مناطق هذه المحافظة يكاد لا يُصدّق.
على كل حال.. صفحة (إعمار) التقت مع المهندس عبد الرزاق ضميرية مدير التخطيط الإقليمي ودعم القرار في محافظة ريف دمشق، وجرى الحديث حول العديد من القضايا التي تخصّ إعادة الإعمار، حيث أشار إلى أنّه بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري تقوم المحافظة بالتوازي مع هذه الانتصارات العظيمة، بعملية إعادة إعمار المناطق التي تمّ تدميرها من بنى تحتية، ومباني حكومية وسكنية، وتجري عملية إعادة الإعمار من خلال إعادة دراسة المخططات التنظيمية لكل مناطق ريف دمشق المدمرة بشكل كبير، من خلال توسيع هذه المخططات، بما ينسجم مع التخطيط الإقليمي، وبما يحقق التنمية المستدامة والعمرانية حتى يتم تأمين السكن المريح للمواطنين الذين تمّ تهجيرهم نتيجة هذه الحرب الهمجية.
أبنية شاقولية من 10 إلى 12 طابقاً
ويوضح بأن المحافظة بدأت فعلياً بدراسة هذه المخططات، التي تأخذ بعين الاعتبار توسيع الشوارع، والأخذ بمبدأ الارتفاع الشاقولي للأبنية بمعدل /10 إلى 12/ طابقاً، وذلك حسب الموقع، وكذلك الامتداد الأفقي للمناطق المحيطة بالمخطط التنظيمي، والحفاظ على حرم حماية للمخطط بطوق يصل إلى 300 متر من كافة الجهات، إضافة إلى فتح الطرقات وترحيل الأنقاض، وإعادة البنى التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات، وغيرها مما يخدم المواطنين، ويعيد المناطق أفضل مما كانت بعشرات المرات.
عقود مع متاع لدراسة العشوائيات
وقد بدأت المحافظة العمل في هذا الإطار فعلياً حيث أبرمت عقوداً مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية /متاع/ بقيمة (450) مليون ليرة سورية لدراسة مناطق السكن العشوائي في كلٍّ من (داريّا.. والدخّانيّة.. والسبينة)، وقال بأنّ هذه العقود هي حالياً قيد التصديق في وزارة الإدارة المحلية، وفي جوابه على سؤال فيما إن كان هناك مناطق عشوائية أخرى ستدخل التخطيط التنظيمي لاحقاً، وهل ستتم إزلتها بالكامل أم ستُرمّم..؟ أوضح بأن الكثير منها سيزال، ولكن ما يمكن أن يبقى فسوف يبقى.. وأهم المناطق التي ستدخل التخطيط الإقليمي لاحقاً (المعضميّة – يلدا – السيدة زينب – ببيلا – والحجر الأسود) مشيراً إلى أن المحافظة تعتمد على فريق عمل تخطيطي، وتستعين بمهندسين ودكاترة مختصين في مجال تخطيط المدن والتخطيط الإقليمي والمجالات الخدمية الأخرى، وهم من «جامعة دمشق وغيرها»، إضافة إلى كوادر من شركة الدراسات والاستشارات الفنية، للوصول إلى مخطط تنظيمي يلبي طموحات القاطنين في المحافظة، ويؤمّن لهم السكن المريح والصحي، إضافة إلى العديد من الخدمات التي تُقدّم لهم، والمحافظة جادّة – وبأقصى سرعة – لإعادة كافة المواطنين الذين هُجّروا من بيوتهم لتأمين كل المستلزمات والخدمات اللازمة بما يحفظ كراماتهم.
مدير لمدينة معارض السيارات
هذا وتعتبر محافظة ريف دمشق أنّ مدينة معارض السيارات المُزمع إقامتها في عدرا – الدوير هي أحد أهم المشاريع المنضوية تحت مصفوفة إعادة الإعمار، والتي ستقام على مساحة إجمالية تصل إلى 200 هكتار، حيث ستضم هذه المدينة – كما صار معروفاً – كل معارض السيارات المنتشرة عشوائياً في دمشق وريفها، إضافة إلى مديريتي نقل دمشق وريف دمشق، وسيكون هناك مضمار للتدريب على قيادة السيارات، والعديد من الخدمات التي تخص المدينة، وخدمات أخرى من نافذة واحدة، وتأمين سجلات صناعية وتجارية.
وحالياً يتم إعداد الدراسات التفصيليّة والتنظيمية والتخطيطيّة لهذه المدينة، وقد عقدت لجنة إدارة المدينة – حسب مدير دعم القرار، وهي مشكّلة بقرار من وزير الإدارة المحلية، ومشتركة بين محافظتي دمشق وريف دمشق – اجتماعاً تمت خلاله مناقشة العديد من القضايا، والاتفاق على السرعة في إعداد المخطط التنظيمي والتفصيلي لهذه المدينة، ومناقشة دفاتر الشروط العامة والفنية والاستثمارية والعقود الخاصة بهذه المدينة، كما بُحثت آلية الاكتتاب على المقاسم من خلال دراسة البنى التحتية، حتى يتم تحديد سعر المتر الواحد من خلال المخطط التنظيمي، كما جرى توجيه الجهات الخدمية للمباشرة في عمليات التمهيد لإنشاء البنى التحتية من حيث الكهرباء والاتصالات والمياه..، ومن المتوقّع أن يكون هناك إدارة تنفيذيّة في الموقع قريباً بعد تعيين أحمد الشيخ مديراً لمدينة معارض السيارات.
من جانب آخر كان وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف قد أكد ضرورة إنجاز نظام الاستثمار الخاص بمدينة معارض السيارات وموافاة الوزارة به بعد تصديقه من المكتبين التنفيذيين في المحافظتين ليصار إلى إصداره من الوزارة، بشكل رسمي مع موافاتها بصورة عن العقد الذي يتم الاتفاق عليه من قبل اللجنة المشتركة.
وأشار خلال اجتماع تتبعي لعمل الإدارة المشتركة لتأسيس مدينة المعارض للسيارات – إلى ضرورة إحداث إدارة متفرغة تتابع العمل على أرض الواقع مشدداً على إنجاز الدراسة اللازمة تمهيداً للبدء بتنفيذ المدينة بعد تخصيص وزارة النقل بالأرض اللازمة لإقامتها، مشيراً إلى ضرورة وضع إعلانات بالصحف والتلفزيون قبل أسبوع من فتح باب الاكتتاب في المدينة.
دمشق – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 19-3-2019
رقم العدد : 16935