إرادة التحرير السورية محرقة الأوراق الاستعمارية… بين التعتيم والتضليل.. واشنطن تخبئ خبث نياتها في جحور داعش
بين فجور سياسي وعربدة وبلطجة ميدانية يتلخص الدور الاميركي في الشأن السوري ويتذبذب الموقف وتتخفى المقاصد خلف سواتر من قبح النيات، ويعرف الجميع أن واشنطن غير جادة في دعم الوصول إلى حل نهائي للأزمة في سورية ولاسيما في ظل المماطلات لفسح المجال لمزيد من الفوضى الارهابية ووضع العصي في عجلات الحلول على الصعيدين السياسي والميداني وذلك مع ايقاف عملية القضاء على «داعش» تحت حجج واهية للوصول الى غاياتها الدنيئة بما يقوض الحلول السلمية.
فواشنطن تئد اي بوادر للحلول في مهدها وتحاول اغتيال كل فرص ومحاولات منطقية وفعالة تعطي نتائج ملموسة على الارض.. وعلى العكس تماماً فهي آخذة في السير خلف خيارات الحلول الاحتلالية لنهب الثروات، واتباع اساليب الفعل الوحشي عبر قصف منطقة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي.
وبين كل تلك المراوغات التي تنادي بإبقاء ما يقارب الف عسكري اميركي ونفي واشنطن لتلك الاخبار رفعت دمشق صوتها وقدمت رسائلها الحازمة بأن كل شبر من الجغرافيا السورية سيتم استعادته عاجلاً ام آجلاً، في حين كان لحلفائها في حلف المقاومة التأكيد ذاته على خروج كافة القوى المحتلة من الاراضي السورية.
تلك التصريحات تأتي في وقت يواصل فيه الجيش العربي السوري التصدي لكافة محاولات الارهاب من استهداف قواعده العسكرية إضافة لاستهداف المدنيين بدعم وتخطيط تركي.
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد الذي نفى ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن نية الجيش الأمريكي إبقاء نحو ألف من أفراده في سورية يراوغ كعادة السياسة الاميركية، في حين كانت الصحيفة قد اشارت علانية الى تلك القرارات مؤكدة على عدد القوات الاميركية المحتلة التي ستبقيها واشنطن داخل الاراضي السورية.
محللون يرون ان واشنطن عازمة على ابقاء قوات محتلة لها في سورية وبأن قرارها بالانسحاب المزعوم قد تراجعت عنه بعد أن اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ذلك صراحة، أما تلك الاعداد فتبقى ضمن الاهداف التي تحتاج تنفيذها واشنطن بما يخدم اجنداتها التخريبية الاستعمارية.
اوراق واشنطن باتت جميعها بعداد المحروقة فلم يعد بجعبتها أي من الاوراق سوى ورقة مرتزقة «قسد» التي تراهن عليها لإبقاء ما يخدمها ويحقق اجنداتها على الارض وهي لطالما عملت في هذا الاطار.
دمشق تعي المآرب الاميركية الخبيثة وتعي جيدا الحبال المقطوعة التي تتأرجح عليها واشنطن وفي ذلك كشفت ان الورقة المتبقية بيد واشنطن هي «قسد»، موضحا أنه سيتم التعامل معها إما بالمصالحة أو بتحرير المناطق التي يسيطرون عليها بالقوة، تأتي تلك التصريحات خلال لقاء مع وفود عسكرية من إيران والعراق.
تلك اللقاءات بعثت برسائل هامة الى محور العدوان وعلى رأسه واشنطن التي تراهن على ابقاء تنظيم «داعش» الارهابي في المنطقة الحدودية مع العراق بهدف قطع أي تواصل بين محور المقاومة والتنسيق فيما بينه امتداداً من ايران الى العراق فسورية والمقاومة اللبنانية.
الى الباغوز في ريف دير الزور الشرقي لا تزال تلك المدينة تئن تحت ضربات التحالف الاميركي الذي لا يتوقف ابداً فيوم أمس أعاد التحالف الاميركي تكرار اعتداءاته على المدينة حيث قضى عدد من المدنيين نتيجة تكثيف طائرات «التحالف الدولي» لغاراتها على القرية وذلك بالتزامن مع إعلان مرتزقة «قسد» عن عدم قدرتها لوضع توقيت محدد لانتهاء المعركة.
وأفادت مصادر إعلامية بأنه قضى 10 مدنيين بينهم أطفال ونساء في الغارات على القرية مشيرة إلى أن القصف المتواصل لطيران «التحالف» حوّل منطقة الباغوز إلى منطقة شبه مدمرة نتيجة كثافة غاراته وقوة المواد المتفجرة التي يرميها على المنطقة، ما أدى إلى اختفاء معالم الحياة النباتية ومعظم العمران ناهيك عن الأعداد المتزايدة للضحايا وخاصة الأطفال.
وتتعرض المدينة بشكل يومي الى قصف وحشي اميركي بعضه يكون بالأسلحة المحرمة دولياً، يذهب ضحيته عشرات المدنيين تحت حجة محاربة «داعش» الارهابي، فيما يغرق المجتمع الدولي في سباته ويغض النظر عن جرائم واشنطن بحق المدنيين في سورية.
في وقت سابق، أكدت مصادر ميدانية خروج الآلاف من ارهابيي «داعش» من الباغوز، ضمن الصفقات المنفذة بين واشنطن وقسد من جهة وعناصر التنظيم الاهابي من جهة أخرى.
وأشارت معلومات إلى مفاوضات تجري بين «التحالف الاميركي» ومرتزقة «قسد» من جهة و»داعش» الارهابي من جهة أخرى لنقل إرهابيي التنظيم إلى الأراضي التركية أو العراقية.
على الصعيد الميداني وجهت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ريف حماة الشمالي ضربات مكثفة على تحركات وتجمعات المجموعات الإرهابية ردا على خروقاتها المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
وأسفرت الضربات المركزة عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير عدة أوكار وأسلحة وذخائر لهم.
وتصدت وحدات من الجيش لخروقات المجموعات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد التي حاولت التسلل من قريتي الشريعة والتوينة للاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة كما دمرت عددا من مدافع الهاون ومنصات إطلاق الصواريخ للإرهابيين في أطراف بلدة الجماسة وغرب بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 19-3-2019
رقم العدد : 16935