مقاربات البحث العلمي كما يراها روادها…جامعة دمشق قفزة نوعية خلال أشهر.. طرطوس والفرات لأول مرة في التصنيف العالمي..
بعد أن تجاوبت الجامعات مع مبادرة وزارة التعليم العالي في تنفيذ الخطة الإسعافية لتطوير البحث العلمي ورفع تصنيف الجامعات، عملت الوزارة على وضع خطة لتطوير البحث العلمي من خلال خمس مراحل وهي إعداد قواعد البيانات البحثية بشكل رقمي وتعزيز ثقافة البحث العلمي ونشرها والاهتمام بالباحث من حيث (تعريفه وحقوقه وتحفيزه) والمرحلة الرابعة توفير البيئة التمكينية للبحث العلمي وأخيرا التشبيك وربط البحث العلمي مع سوق العمل. ضمن هذا الإطار أكدت الدكتورة سحر فاهوم معاون وزير التعليم العالي للشؤون العلمية: ضرورة الوصول إلى بحث علمي يخدم عملية التنمية وسوق العمل في وقت واحد، من خلال التركيز على التشاركية بين جميع القطاعات، مشيرة إلى أن تراجع البحث العلمي في سورية لا يعود سببه فقط إلى ظروف الحرب بل هناك معوقات تعود لهجرة العقول وقلة التحفيز وعدم وجود تشريعات مناسبة، فالباحث يحتاج إلى بيئة تمكينية وقاعدة بيانات جيدة وإلى مجلات علمية ومراجع وتشريعات داعمة لعمله وبخاصة موضوع الحماية الفكرية والجوانب المادية، وبالتالي لابد من سياسة تعليمية ضمن نظرة شاملة.
في المرتبة الألف الأولى
ماذا تحقق من سلسلة التصنيف العالمي للجامعات؟ سؤال بات مهما جدا في هذه المرحلة ولعل تصنيف المجلات المحلية والعمل على عولمتها من خلال الاتفاقيات العلمية لتكون أبحاثنا ضمن مجلات عالمية يشكل جانبا ملحا وبخاصة بعد أن أصبح لدينا قاعدة بيانات للباحثين الأوائل في سورية، حيث اعتبرت الدكتورة فاهوم ان ما تحقق من ارتفاع بمقدار 7000 مرتبة ضمن تصنيف ويبوميتريكس في تصنيف جامعة دمشق من المنجزات التي تسجل للباحثين السوريين، ودافع لتصبح في المرتبة الألف الأولى، وكذلك دخول اسم جامعة طرطوس لأول مرة في هذا التصنيف، هو انجاز أكاديمي جاء نتيجة عمل دؤوب لمنظومة جامعة طرطوس الأكاديمية والإدارية قام فيه فريق علمي متكامل وبفترة وجيزة من خلال تسجيل أكثر من 800 بحث علمي على موقع غوغل سكولار، والأمر ذاته بالنسبة لجامعة الفرات التي دخلت لأول مرة التصنيف العالمي للجامعات وأنشأت موقعا الكترونيا متميزا، بالإضافة لما قامت به الجامعات الخاصة جميعها التي أصبح لها ترتيب وباحثون متميزون يقومون ببحوث نوعية أصيلة للجامعة نفسها.
مشروع رقمنة الأبحاث
وتحدثت معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي: حول خطة الوزارة التشاركية مع الأمانة السورية للتنمية كشريك داعم في رقمنة أبحاث الماجستير والدكتوراه وبالتعاون معها ضمن برنامج (مشروعي) الذي يتم من خلاله أرشفة جميع البحوث المقدمة في سورية، وقد تم الانتهاء من ترقيم 2900 بحث حتى الآن، على أن تستمر العملية لإنهاء أرشفة كافة البحوث والبالغ عددها 38000 رسالة ماجستير ودكتوراه.
وفي هذا الجانب الذي يعتبر القاعدة الأولى في خطة التطوير الجديدة، تم وضع 6 قواعد بيانات و4 استمارات لعضو الهيئة التدريسية والفنية والمعيدين وأساتذة الجامعات الخاصة، حيث تم تفريغ البيانات الأساسية للأبحاث واسم البحث والجامعة والفرع والقسم والدكتور المشرف والطالب المقدم وسنة البحث والدرجة العلمية بربط تسلسلي لجميع الملفات بأرقام مطابقة تسهل عملية ربطها ونشرها على نطاق عالمي، بالإضافة لوجود قاعدة بيانات للبعثات العلمية، وأخرى للطلاب المتميزين التي يتم العمل عليها مع هيئة التميز والإبداع.
مقرر للبحث العلمي
تعزيز ثقافة البحث العلمي في الجامعات وفي المدارس ولدى عموم الشعب وضمن سوق العمل، يحتاج بحسب الدكتورة فاهوم إلى إعداد قواعد البيانات وتجميع المعلومات التي يحتاجها الباحث، والتوجه إلى وزارة التربية لإدخال مفاهيم البحث العلمي لدى الطلاب في مختلف مراحل التعليم ما قبل الجامعي، مشيرة إلى وجود مقترح لمقرر يحمل اسم البحث العلمي في الجامعات بحيث يدرس في مرحلة الدراسات العليا لدى الجامعات القديمة بينما يدرس في المرحلة الجامعية الأولى لدى الجامعات الحديثة وهو مقرر موحد شبيه بالسنة التحضيرية يقوم على تأليفه الباحثون الأوائل. وهناك اقتراح لإنشاء الحواضن التقانية مثل حاضنة العلاجات البروتينية ومخبر اللاشمانيا ومخبر البحوث الوراثية، ومقترح آخر لإنشاء بنك للعينات الفيزيولوجية ضمن الحاضنة بحيث تشكل قاعدة هائلة تمكن الباحثين من إجراء بحوث لا حدود لها.
مواقع الكترونية للجامعات
تحت هذا العنوان يمكن القول: تم تحسين الصورة البصرية للمواقع الالكترونية للجامعات السورية وتم تحسين المحتوى الرقمي لتلك المواقع وإن إحداث قواعد البيانات والتشبيك بين الجامعات والمؤسسات ذات الصلة يعزز من الدخول إلى المواقع الالكترونية للجامعات ويشكل زيادة بنسبة 50% في معايير التصنيف العالمي وفق تصنيف ويبوميتريكس.
التحول الرقمي طال جميع مناحي الحياة
وعن حيثيات التحول الرقمي وأثره على التعليم العالي والبحث العلمي استعرض الدكتور خليل عجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية أهم خطوات تطور البحث العلمي والذي لايمكن لأحد أن يبقى خارج سياقه.باعتباره طال جميع مناحي الحياة شارحا من خلال أربعة محاور ماهية الجينات الرقمية وانعكاس الرقمي في البحث العلمي وكيف يتم الانتقال إلى جامعات الجيل الرابع ،وواقع الرقمي في منظومة التعليم العالي، لافتا أن موضوع التحول الرقمي هو مجال بحثي كبير،وأن أكثر من ٢٥% منها مخصصة للتعليم العالي بشكل خاص،وهناك أشياء أخرى مخصصة للتسويق،للأعمال،والأبحاث الاجتماعية، مؤكدا أن التغيير طال شريحة الصغار نتيجة تأثرهم الأكبر بعملية التحول الرقمي الذي أصبح جزءا من كيانهم ،ما يدفعنا للحديث عن نوعين من الاشخاص..وهم الرقميون الأصلاء أي جيل الأطفال الذي ولد في بداية الألفية ،أو في نهاية الألفية السابقة.
أما الرقميون المهاجرون فيعنينا نحن شريحة الكبار على اعتبار أننا اكتسبنا الرقمي كمهارة ،والصغار اكتسبوه كجزء من كيانهم ،وهذا فيه اختلاف كبير جدا،سيؤثر على كل المنظومات التي تليه.
وطلابنا اليوم حسب تأكيد الدكتور عجمي هم الرقميون الأصلاء وهذا ما يجب الانتباه إليه في المراحل المدرسية ،حتى بداية المرحلة الجامعية.
وبين الدكتور عجمي أن التحدي الأساسي هو كيف يمكن أن يتكامل الرقمي في جينات نماذج العمل والتعليم ونماذج البحث العلمي.وإلا سيكون هناك شلل في الجين الذي سوف يتلقى هذا التعليم وما بين النموذج الذي يعمل به الرقمي بالتعليم .لاسيما وأن الرقمي بات روح اي منظومة تعليم أو بحث علمي.
وأضاف أن الصيغة التفاعلية لا تعني فقط وضع فيديو او صورة وغيرها ضمن نص ،بل هي عبارة عن صيغة يجب أن تقدم للمتلقي معلومة ،وأن تحفز لتغذية راجعة لديه .منوها أن شبكات التواصل المعرفي بين الطلاب والباحثين فيما بينهم أصبحت اليوم أساسا لتوليد المعرفة وفق العمل التفاعلي.
نمتلك القدرات التقنية
وأشار رئيس الجامعة الافتراضية أننا نمتلك جميع القدرات التقنية التي تسمح لنا بالعمل في هذه المجالات من أدوات وتجهيزات علمية ومخابر ومن ثم المعرفة المتولدة التي ستعود وتصب ضمن هذه البيئة.
وحول جامعات الجيل الرابع نوه بالشرح والتفصيل إلى حقيقة التحول الرقمي الذي طال مجالات التعليم والبحث العلمي ،ما أدى بالعالم للانتقال لما يسمى جامعات الجيل الرابع وهو مفهوم مشتق من الثورة الصناعية الرابعة التي يعيشها العالم. وهذه الجامعات تقوم برأيه على مبدأ بسيط هو أن ٧٥% من أطفال اليوم سيعملون غدا في أعمال لا نعرفها حاليا،فسابقاً كنا نحتاج لخمسين او ستين وربما مائة عام حتى يختفي عمل ويظهر عمل جديد. لكن ما نشهده اليوم أنه ممكن خلال خمس سنوات أن تظهر أعمال جديدة لم تكن موجودة سابقا .حيث تبدل منطق التعليم الذي يقوم على قاعدتين أساسيتين الأولى تغير النماذج التعليمية وأصبحت النماذج الرقمية جزءا من أي منظومة تعليمية، اذ يتكامل فيها ايا كان تصنيف التعليم (افتراضي، نظامي الكتروني، اجتماعي) لاسيما في الغرب.أما المنظومات الناشئة تسعى حاليا لنقل تجربتها التعليمية وتحقيق قفزات مثل ماليزيا ،اندونيسيا،سنغافورة ،الهند خاصة.
هذه المنظومات التي تعتمد على هذه الأنماط الآن في التعليم ستسمح لهذه الدول تجاوز عوائق التعليم النظامي وتحقيق قفزات كبيرة للوصول إلى مستوى التعليم الغربي. مشددا على أن الهيئات الاعتمادية المستقلة هي أمر مهم جدا لأن تنوع أنماط التعليم وتنوع مدخلاته يجبرنا على ايجاد هيئات اعتمادية مستقلة لخدمة مخرجات التعليم.
قطف ثمار الأبحاث قريباً..
الدكتور مجد الجمالي مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي.أشار في بحثه المقدم حول السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار الى أهمية المشاريع البحثية الرائدة التي أسستها الإدارات السابقة ،وسيتم قطف ثمارها قريبا حسب مدة تنفيذ هذه السياسة ،حيث يعتمد مفهوم السياسة على ماهية القطاعات التي يجب التركيز عليها للوصول إلى مخرجات بحث علمي متطور يصب في خدمة تطور تلك القطاعات لدعم تطور البلد.
وانطلاقا من الهدف الأساسي والرؤية البحثية كان امتلاك منظومة وطنية متكاملة للعلوم والتقانة والابتكار مساهمة في بناء اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة وهذه كان لها حقبتان:رسم سياسة لعدة سنوات بدأ تقريبا عام 2009 – 2010 وبدء بتنفيذ السياسة العام الماضي،مبينا أن هذا الاسم الكبير لعنوان السياسة الوطنية التقانة والعلوم والابتكار هو عبارة عن مخرجات للعديد من الاجتماعات وورشات العمل للكفاءات والخبرات في الجامعات ومراكز البحث العلمي وبعض الفعاليات الاقتصادية العامة والخاصة الذين اجتمعوا لعدة سنوات وحددوا ما هو منظور التنمية في سورية وما هي القطاعات التي تساعد في ترميم التنمية المستدامة ضمن كل قطاع وماهية المحاور البحثية التي ستقوم بها في البحث العلمي لتنمية جميع القطاعات.والتي خلصت إلى تحديد ١٦ قطاعا من زراعة وصناعة وصحة وموارد مالية وغيرها الكثير.
اقتصاد المعرفة
حيث يتطلب اقتصاد المعرفة واستدامة التنمية وإعادة الاعمار تحديثا للسياسة الوطنية للبحث العلمي وهذا ما تم العمل عليه من خلال تنفيذ السياسة.بجعل لجنة استشارية بكل قطاع،مهمتها تلقي المشاريع البحثية واختيار الأنسب بما يتوافق مع معايير جودة البحث وأتباعه المنهجية البحثية الصحيحة.يترأس اللجنة الاستشارية معاون الوزير المختص في كل قطاع. وبين الدكتور الجمالي أن الأبحاث التي تم اختيارها سيتم ارسالها عبر وزارة التعليم العالي إلى رئاسة مجلس الوزراء.ليتم اعتمادها بما لها من قيمة .منوها أن ماتم إنجازه في مراحل العمل المستمرة ل١٢ قطاعا حيث الانتهاء من ثماني قطاعات.
كما يوجد لدينا ٨٥ مشروعا بحثيا وهذا خاضع لتحديد عدد من المشاريع الواعدة خلال شهرين التي تساهم في دعم عملية التنمية .فمن صفات السياسة المعتمدة هي الاستدامة الديناميكية.
دعم مادي ومعنوي
الدكتور شادي العضمة مدير البحث العلمي في وزارة التعليم العالي يعتبر أن الورشة التي أقامتها الوزارة مؤخرا هي استمرارية للورش السابقة بهدف إطلاق خطة متكاملة لتطوير البحث العلمي في سورية من خلال التركيز على الجوانب الرقمية وقواعد البيانات وتسويق نتائج الأبحاث، والاهتمام بالدعم المادي والمعنوي والتي كان من ضمنها بادرة تكريم الباحثين الأوائل من مختلف الجامعات السورية، مشيرا إلى وجود دراسة حالية في مجلس إدارة صندوق البحث العلمي لوضع آليات تقديم المكافآت والدعم المادي الحقيقي للأبحاث التي يقدمها الباحثون وبخاصة التي لديها أهمية تطبيقية.
وأن إطلاق الوزارة لخطتها الحالية حول تطوير البحث العلمي هو بداية لمشروع متكامل بدأت فيه منذ 6 أشهر وقد كانت نتائجه ممتازة من حيث ارتفاع تصنيف الجامعات وقواعد البيانات التي بدأت تتشكل بطريقة مميزة وسرعة كبيرة.
التفرغ والتمويل
يرى العضمة أن البحث العلمي عمل وطني يحتاج إلى كل الباحثين وكل إداريي البحث العلمي وإداريي التعليم والجامعات للنهوض به، وبالتالي هناك محاولات دائمة لرفع مستوى الدعم للباحثين وتوجيهه بهدف إعادة الباحثين الذين تغيبوا نتيجة لظروف الحرب ، وبالمقابل عليهم أن يوجهوا وقتهم وأمورهم لتطوير البحث العلمي. مبينا أنه لا يوجد سقف مالي محدد لكل باحث ولكن هناك مكافآت قد تصل لنشرة خارجية 70 ألف ليرة سورية ومكافأة انجاز البحث 100 ألف ليرة سورية، ومكافأة القيمة التطبيقية للبحث 50 ألفا، وهي أرقام مبدئية نسعى دائما إلى تحسينها، بالإضافة لموضوع التشبيك بين المراكز التعليمية الأساسية بين الوزارة والهيئة العليا للبحث العلمي وهيئة الإبداع والتميز والجامعات للعمل بشكل جماعي.
يبن التكيف والتصنيف
الدكتور حسام عبد الرحمن مدير الجودة والاعتمادية في وزارة التعليم العالي قدم عرضا تفصيليا حول جودة المجلات العلمية وأنظمة التصنيف العلمية حيث أوضح فيه أن أهم معضلة من معضلات التكيف والتصنيف العالمي ان العملية التعليمية والجامعات متمحورة حول التعليم،بينما أنظمة التصنيف متمحورة حول البحث العلمي،وبالتالي حتى تتكيف مع هذه الأنظمة التي ظهرت في السنوات العشرين الأخيرة يجب التوجه نحو جامعات بحثية، وهذا الأمر يجب لحظه بخطط استراتيجية وتغيرات هيكلية بالجامعة حتى يصبح لدينا مراكز أبحاث.
وذكر الدكتور عبد الرحمن على سبيل المثال لا الحصر، أن جامعة الإمام الحسين في طهران تضم ٦٠ مركزا بحثيا، و٩٠٠ حاضنة تفكير بحثية وهي جامعة متوسطة بالتصنيف وليست جامعة طهران او جامعة شريف.
فيما نحن على المستوى الوطني لدينا من ٦-٨مراكز بحثية، ومخابر الجامعات تقتصر فقط على بعض الاختصاصات الطبية على شكل مراكز تدريبية وتعليمية وليس للإنتاج والأبحاث.
وفي رده على سؤالنا إن كان هناك من إشكالية تقف عائقا أمام تقدم البحث العلمي، قال الدكتور عبد الرحمن: إن الإشكالية ربما يمكن تصويرها على الشكل التالي:عدد طلاب جامعة دمشق ٢٧٩ ألفا بينما يقابلهم ١٧٠٠ عضو هيئة تعليمية ،بينما اذا أخذنا جامعة القاهرة لديها ١٦٨ ألف طالب لديهم ١١٢ ألف عضو هيئة تعليمية.
وبالتالي نسبة الطالب للأستاذ لدينا حوالي١٠٠ ،لذلك لا يوجد بالشكل المطلوب أساتذة باحثون، إذ ان العمل جميعه مكرس للعملية التعليمية.لافتا إلى أن الكثير من الأبحاث العلمية هي للترفيه عندما يترفع المدرس لأستاذ مساعد أو لأستاذ ،وبدون ذلك لا يوجد بحث.
لا ينشرون أبحاثهم
وقال الدكتور عبد الرحمن أنه لدى جامعة دمشق ٥٠٠ أستاذ لا ينشرون لأنهم أصبحوا أساتذة. لذلك يجب تغيير وسائل الترفيه والتحفيز وإعطاء مكافآت،لاسيما وأن هناك بعض الأساتذة اعتكفوا عن تقديم الأبحاث كي يستقيلوا أو يتقاعدوا للعمل في جامعات خاصة. منوها أن الدولة التي قدمت ودفعت لأقل موفد أكثر من مائة ألف يورو نجد أن من يجني ثمار الإيفاد هي الجامعات الخاصة دون أن تخسر أو تدفع بتأهيل هذا الاستاذ وذاك.
وحول التصنيفات ذكر مدير الجودة والاعتمادية أن المجلات العلمية تعطي تصنيفات من كيو واحد إلى كيو أربعة ،حيث كيو واحد هو الأعلى وهناك بعض الجامعات في العالم تعلن أن من ينشر في تصنيف كيو واحد على سبيل المثال يأخذ ٢٠٠٠دولار،ومن ينشر بكيو ٢ يأخذ ١٠٠٠ دولار وهكذا.
التنمية المستدامة ..أمن وسلام
الدكتور ذكريا الزلق مدير المعهد التقاني الإحصائي بدمشق أشار في تصريح للثورة حول أهمية البحث العلمي ودوره المنشود في التنمية المستدامة أن أحد أهم أبعاد التنمية المستدامة تلك التي تأخذ بعين الاعتبار موضوع الأمن والسلام وهي نقطة انطلاق موضوع التنمية ،لافتا أنه يقدم مشروعا ورؤية، الأول ينفذ تنمية مستدامة لكن ضمن رؤية منطقية سليمة تستند فعلا إلى تنمية الإنسان انطلاقا من موضوع الأمن والشراكات وصولا إلى محاربة الجوع والفقر،وتطوير التعليم ،المساواة بين الجنسين،وغيرها من المواضيع والقضايا الأخرى التي تهتم بالتنمية من خلال بنودها السبعة عشر الموضوعة من قبل دول العالم نهاية العام ٢٠١٥.
وان كان هناك من صعوبات تذكر بين الدكتور الزلق أن البحث العلمي لا يحتاج بشكل وآخر لمن يقول أن هناك صعوبات ،فمن يرد العمل يعمل بأي مكان وبأي ظرف،صحيح أن هناك أمورا مشجعة للبحث العلمي لكن من لا يمتلك خلفية علمية مهما قدم له لن ينتج بحثا علميا،ولذلك البعض يرى ذريعة أنه لا يوجد دعم علمي وبالتالي هو لا يريد العمل بغض النظر عن حجم الإمكانيات المتاحة من قبل وزارة التعليم العالي والهيئات البحثية الموجودة،لان الأهم هو القيام بعمل بحثي علمي يمكن أن يعرض ويتم تبنيه واستثماره.
وأضاف مدير المعهد التقاني الإحصائي بأن الباحثين السوريين هم على مستوى العالم وفي كل مكان حيث كان خبيرا في المنظمة الدولية لتحليل النظم التطبيقية مابين ٢٠١٥-٢٠١٧ ممثلا سورية فيها ،ثم عاد إلى سورية إيمانا منه وحبا بتقديم ما يناسب من الأبحاث العلمية التي يحتاجها البلد في هذه الظروف الصعبة والحساسة.
أخيراً يمكن القول ان مبدأ الاعتماد على الذات وعلى العقل السوري الوطني المبدع ، وتحديد أولويات نهوضنا في الظروف الصعبة التي تستهدف عقل وذاكرة وهوية الانسان السوري تساعدنا جميعا على تخطي الكثير من العقبات وفتح أبواب ونوافذ النجاح والانتصار لكل عوامل التنمية والبناء والعمران.
غصون سليمان – ميساء الجردي
التاريخ: الثلاثاء 19-3-2019
رقم العدد : 16935