العملية التعليمية يعتبرها البعض من أصعب المهام الوظيفية ،وذلك لأنها تهتم بإرسال معلومات مختلفة وفق أساليب متعددة يتبعها المعلم «المدرس» باعتبارها الأسلوب الناجع مع الطلبة لاسيما وأن الفئة المستهدفة لها خصائصها التي تختلف من فرد لآخر وذات فروق فردية وكم كبير في الغالب من الطلاب ،وهذا ما يفسر قول الطلبة «أن المدرس الفلاني جيد في التعليم لكنه ذو معاملة غير مرضي عنها ،أي أنه قادر على إيصال المعلومة لكنه شديد في معاملته وهناك معلم آخر بعكس ذلك تماما، وللحقيقة فان هذه المهنة شاقة ومركبة وفيها تتفاعل عدة مؤثرات لأنها تمر عبر أنشطة تعليمية وسياقات مختلفة ،مما حدا بالعديد من المجتمعات المتقدمة على القيام بتمكين المعلم وتحفيزه بشتى الوسائل من أجل القيام بدوره المنشود وتنفيذ الخطط والبرامج لوقاية المجتمع من أخطار متعددة أهمها العنف والإدمان والسلوكيات غير المرغوبة اجتماعيا وصحيا….والتي تؤدي لآثار سلبية على أكثر من صعيد ذلك لأن «المعلم» يمثل القدوة السلوكية في نظر الكثير من الطلبة وحتى من قبل المجتمع وهذا التمكين هو ما يجعله في النهاية رائدا وفاعلا في هذه المجتمعات وخاصة في مجال عمله أي الارتقاء بنوعية التعليم وجودته للوصول إلى الهدف من التربية والتعليم ،وهذا الأمر هو ما يجعل العديد منهم يقومون بتغيير ممارساتهم وخططهم تبعا للطبيعة التكوينية لتلاميذهم فيثيرون اهتمامهم وانشغالهم بدراسة المادة الدراسية وهما الشرطان الضروريان لتطوير التعليم كما ويقوم المعلم بإظهار حماسته ومهاراته في الأنشطة التعليمية التي تعمل على التأثير إيجابا بحياة الطالب التعليمية وبالتالي زيادة معدلات التحصيل الدراسي وتجعله ـ أي الطالب ـ أكثر تعاونا وانخراطا في النشاطات المختلفة.
مما سبق لابد من الإشارة إلى أن تلك المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المعلم لا تقع على عاتقه لوحده إن حدث خلل ما في تلك العملية وإنما قد تكون عوامل أخرى ساهمت فيها ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشكلات في السلوك والنظام قد يشترك فيها الطالب عبر سلوكيات غير مرغوبة تؤثر على الانضباط داخل الصف أو قد تمنعه وغيره من المشاركة في الأنشطة المرغوبة وهو ما يجعل نسبة التعلم أقل، وبالتالي يحدث نقص في كمية المادة المستهدفة وخاصة في المواد التي تحتاج التركيز والانتباه من جانب الطالب في المراحل العليا من التعليم الأساسي أو ما قبل الجامعي ،وأيضا قد يكون للمنهاج القاصر دراسيا دور سلبي بحيث لا يلبي متطلبات العملية التعليمية ما يؤدي إلى إضاعة الوقت وإقلال فرص التعلم وهو ما يشكل مشكلة للطالب والمعلم على حد سواء.
من هنا كان لابد من توفير كل الشروط والمتطلبات والوقت والفرص والإمكانيات اللازمة والضرورية لأداء عمله بشكله الأمثل ،واليوم ونحن نحتفل بعيد المعلم العربي نتطلع لان نعيد لهذا الإنسان الذي يفني حياته لتربية هذا النشء عماد المستقبل وأمله،احترامه ومكانته ورفعته وقدره في هذا المجتمع.
التاريخ: الخميس 21-3-2019
رقم العدد : 16937